عندما يكون المرء وحده والحرف وحشته والغربة داخل سطره فعش وحدك لا جديد يا حرفي لم ولن أتمنى في حياتي سوى حرفي أن يكون بشراً ليسمعني وأنين صدري
أخشى يا حرفي أن تكسرني كغيرك أن تصفعني وأنا غافل
أن تسدد طعناتك في ظهري وأنا مبتسم أن تقترب بي في هاوية سطري وتدفعني !
يا حرفي كيف تتركني وأنا أحبك كيف تعيش معي وبيني وبينك مسافات ونقط؟
ارحل يا حرفي واضحك خذ معك كل الفواصل واتركني في السطور رحّالاً، فأنا يا حرفي مشيت وكتبت وخرجت ومعي قلمي وفي دنيا الكلمات بين قيل وقال يا حرفي خذ زوادتك ولا تنس أني وسطري ندعو لك في ظهر غيبٍ بطول الحروف مختال !
فقط كل أمنياتي يا حرفي أن تكون بشرا لتسمع شكواي ليتك يا حرفي في يمينك هاتف فقط كم رقم مرور عبور أنفاس روحك أنت حرف لكنك عندي بأمّة يا عطر أمي هل تسمعني حرفي تتحمّل كل آهات ، أشواقي ،أناتي ،عذاباتي؟
اطمئن سأدلف طريقا يسمعني يضحكني يملأ سطري بالحياة يا حرفي لن أذرف دمعة واحدة عليك سأجعلك تدعو لي وأنا مهاجر لدنيا الكلام ومملكة الكتابة.
أنسنة الجوامد ليس جديدا في عالم الكتابة الإبداعي فقد قالها الكثير ومنهم شوقي حين سأل عن الشِعْر قال: (استنطاق الجوامد) ومخاطبتها وكذلك الشاعر ابن زيدون حين ذهب إلى بستان وهو منكسر القلب على حبيبته ولادة فخاطب بشعره الورد والزهر وجعلها تتحدث معه وتشعر بما في خاطره وتطبطب على روحه حيث قال:
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا
والأفق طلق، ومرأى الأرض قد راقا
وللنسيم اعتلال في أصائله
كأنه رق لي فاعتل إشفاقًا
والروض عن مائة الفضي مبتسم
كما شققت عن اللبات أطواقًا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جال الندى فيه حتى مال أعناقًا
كأنه أعينه - إذ عاينت أرقي -
بكت لما بي، فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابته
فازداد منه الضحى في العين إشراقًا
سرى ينافحه نيلوفر عبق
وسنان نبه منه الصبح أحداقًا
سطر وفاصلة
جزاء سنمار
الحمد لله الذي نزع مني مسمار في باطن قدمي بعد معاناة بلغت أياما ، العجيب أن كل ما أريده اقتلاعه يختفي في خيوط رجلي ، وهكذا حتى قبضت عليه مسجونا ، واقتدته مذلولا ، وفي أقرب بيتٍ مهجور قذفته..
صحا من نومه على صراخ زوجته وهي تعدد له طلبات البيت، فلما ذهبت قال:
طيب يا ربي هذا المسمار مَنْ يقتلعه؟!
** **
- علي الزهراني (السعلي)