ميسون أبو بكر
تعرفت إلى تبوك التاريخية قبل ما يزيد على اثني عشر عامًا، حين حرصت إمارة تبوك على اصطحاب ضيوف ملتقى نادي تبوك الأدبي «تحديات الخطاب الثقافي العربي» في جولة إلى الأماكن الأثرية والتاريخية، ولعل عملي في مجال الإعلام الثقافي هو شغفي لاكتشاف المناطق وقراءة تاريخها والوقوف على حكاية المكان؛ فقد ظل عبق تلك الزيارة حتى اللحظة يعطر ذاكرتي، ويقودني لقراءة أخبار المنطقة التي التقينا أميرها النشيط الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز والذي حرص على التقاء معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة ومجموعة المثقفين برفقته، فهو الأمير الذي يؤمن بالموقع الذي تحتله الثقافة في معراج الحضارة والتقدم وبأن المملكة لها إرث عظيم من الحضارات التي مرت بها وعلى أرضها ونالت تبوك منها الحظ الوافر.
التقيت وقتها الأمير في لقاء تلفزيوني يقارب نصف ساعة؛ تبوك المدينة والإنسان محور اللقاء.. نهضتها وشبابها وثقافتها وتاريخها وهي التي في سويداء قلبه ومحط اهتمامه وعنايته ووقته.
تبوك التي لا تغيب أخبارها وأفراحها وإنجازاتها فقد أبهر شتاؤها العالم وتداولت وسائل الإعلام العالمية صور الثلج وهو يغطي قمم جبالها وترتديه مخلوقاتنا كمعطف ثلجي غير معتاد، هي أيضا اليوم حديث الأخبار وابنتها المتخرجة الطبيبة عبير العنزي في مشهد رائع تطلب من أمير المنطقة السماح لأبيها بالصعود على المنصة للسلام عليه. هذه تبوك النقية كنقاء أهلها، العزيزة بقيادة هذه البلاد، الناهضة نحو رؤيتها،السريعة الخطى لمجد يتمّه الأبناء مقتدين بأجدادهم. سلام تبوك.. شمال القلب، ومعراج الروح وقبلة التاريخ وبوصلة الكرام.