سلطان سعود السجان
يسوءني ويحزنني اليوم أن أشاركم أربعة طرق فعالة ومجربة وأكيدة لتنمية الفساد في أي وطن وفي أي زمن. ومن البشاعة والدمامة بمكان أن نطبق ونفعل هذه الطرق الأربعة في حياتنا واستهدف في مقالة اليوم الجميع من الناس بدءا من المسؤولين في الدول والشركات الكبرى الى الآباء والأمهات وحتى الأطفال. وأعدكم بالشر المطبق والعاجل إن طبقنا حرفيا تلكم الطرق وهي على النحو التالي:
أولاً، عدم الاعتبار والاهتمام بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} سورة القصص. فالله تعالى حث على الرقابة الذاتية للبشر وأخبر أنه لا يحب المفسدين، بل إن الله سبحانه وعدهم بقوله: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} سورة يونس. ومن هنا أطالب وأناشد المسؤولين والمديرين التنفيذيين وحتى الآباء والأمهات بإلغاء الرقابة الذاتية حتى نتمكن من تنمية الفساد في وطننا الحبيب.
ثانياً، الشفاعة الشنيعة المضرة «الواسطة» مثل الشفاعة لفاسد أو سارق أو محتال. لو استطاع المسؤولون تطبيق هذا المبدأ فسأكد لكم بأننا سننجح وبنسبة مائة وعشر من مائة في تنمية الفساد وسندي الشرعي والقانوني هو حديث شفاعة أسامة بن زيد رضى الله عنه لسارقة وقول الرسول صلى الله عليه وسلم له «أتشفع في حد من حدود الله» ثم قام فخطب فقال: «إنما هلك من كان قبلكم أنهم إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».
ثالثاً، عدم تفعيل الأدوات والمنهجيات اللازمة للقضاء على الفساد. ولتحقيق هذه الطريقة فأسهل السبل هي مخالفة مقولة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله عندما قال: «القضاء على الفساد مهمة وطنية جليلة في سبيل المحافظة على المال العام وحماية للمكتسبات الوطنية».
ومن هنا أطالب بإلغاء هيئة الرقابة ومكافحة الفساد «نزاهة».
رابعاً وأخيراً، إلغاء الحوكمة في القطاع العام. إن تفعيل الحوكمة في القطاع العام من أصعب وأكثر المهام مشقةً ولكن من أسهلها وأكثرها تفعيلاً لتنمية الفساد في وطننا الحبيب. ربما مقولة سيدي ولي العهد سمو الأمير الملكي محمد بن سلمان «نحتاج الى إدارة جديدة وحوكمة جيدة» قد لا تتناسب مع هذه الطريقة من أجل تنمية الفساد. وعليه أطالب وأناشد جميع المسؤولين ومديري الشركات بإلغاء وحدات عمل وإدارات الحوكمة في الأجهزة الحكومية والشركات من أجل انتشار وتنمية الفساد في وطننا الغالي.
ملخص القول، إن استطعنا تطبيق هذه الطرق الأربعة فإن الله سبحانه وتعالى وعدنا بدعمنا بهذا الشأن عندما قال في سورة الروم {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}