علي الصحن
إنجاز جديد حققه المنتخب السعودي لكرة القدم تحت (23) سنة بفوزه ببطولة آسيا لفئته، وهو إنجاز يحسب لوزارة الرياضة واتحاد الكرة والأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين وللأندية التي أسهمت في صناعة النجوم وصقلهم من البداية، والإنجاز يأتي تتويجاً طبيعياً للدعم اللا محدود والمنقطع النظير الذي تقدمه القيادة الرشيدة للقطاع الرياضي، وحرصها على الرفع من شأنه واستمرار حضوره المميز في كل المناسبات والمنافسات، كما يأتي امتدادا لحضور الكرة السعودية الطاغي وهيمنتها المتواصلة على الكرة السعودية، ومن ذلك في الأشهر الأخيرة بلوغ المنتخب الأول للمونديال السادس في تاريخه، وحصول فريق الهلال على بطولة دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في ظرف ثلاثة أعوام، وتأهل ثلاثة أندية سعودية للدور التالي من النسخة الحالية من البطولة ذاتها.
السؤال الذي يجب أن يُطرح على طاولة الاتحاد السعودي لكرة القدم اليوم يقول: أين سيذهب أبطال آسيا اليوم وماذا بعد تحقيقهم للقب؟
الحقيقة تقول بكل أسف أننا تعودنا طوال السنوات السابقة وبعد كل إنجاز للمنتخبات السنية طرح نفس السؤال؟ وللأسف أيضاً أن أحداً لم يقدم الإجابة أو يضع الحلول؟ فالنجوم الأبطال الذي نشيد بهم اليوم يجب أن يكونوا نواة المنتخب الأول في السنوات المقبلة، فهل سيحدث ذلك فعلاً؟ أم أننا سنراهم يتسربون من الملاعب بهدوء كما يتسرب الماء من الكف، وحتى الأسماء المحسوبة على أندية المقدمة ربما تعجز عن أخذ فرصتها فتنتقل إلى فرق الوسط ثم يذبل عطاؤها ويخفت بريقها ويطويها النسيان، وقد حدث ذلك لأسماء عدة كانت مرشحة للنجومية قبل أن تغيب إلى الأبد.
كتبت هنا في 27 أكتوبر 2016 وبعد إنجاز سابق لمنتخب الشباب، «إن المجموعة الشابة ستكون وقود الأخضر الكبير في قادم السنوات، واليوم بعد مرور كل هذه السنوات يمكن أن نتساءل من بقي من تلك المجموعة، وأين ذهب البقية؟
اتحاد الكرة الحالي والاتحاد المقبل يجب أن يحافظ على الأسماء التي تمثل الأخضر الشاب حالياً، وبالذات في المراكز التي تعاني شحاً في جميع الأندية، المشكلة أن الاحتراف صار بطريقة أو أخرى سبباً في اختفاء بعض النجوم، يبرز هذا اللاعب في ناد من أندية الوسط، لا تخطئه لعبة السماسرة ومسؤولو أندية المقدمة، ينتقل وتتضاءل فرصته.. وتُكتب نهايته في الملاعب سريعاً رغم موهبته المميزة، والأمثلة على ذلك كثيرة.
هنا قد يقول قائل: إن الأندية لا تلام على ذلك فهي تبحث عن اللاعب المميز، وأن اللاعب يجب أن يستغل فرصة الانتقال لتطوير قدراته وإثبات حضوره، غير أن المشكلة تكمن هنا في صغر عمر اللاعب وضعف خبرته وربما عدم قدرته على التعامل المثالي مع المتغيرات الجديدة في حياته الشخصية والرياضية، ويبقى دور الأندية في تهيئة الجو المناسب وإدارة اللاعب بشكل يناسب عمره وخبرته».
واليوم أعود إلى نفس النقطة وأقول: القرار بيد اتحاد الكرة للحفاظ على نجوم المنتخب، وكلنا أمل أن يستفيد من الأخطاء السابقة حتى لا يكون الإنجاز الأخير نهاية الطموح، وأن يضع بالتعاون مع الأندية الخطط المناسبة والكفيلة بالحفاظ على هذه المجموعة المميزة من اللاعبين، حتى يواصلوا المسيرة ونراهم كلهم أو جلهم في مقدمة نجوم الكرة السعودية في المستقبل القريب بإذن الله.
*******
- تدور رحى المنافسات المحلية من جديد، وسط ترقب وشغف وتوتر أيضاً بين المتنافسين والمتابعين... الجميع ينتظر تسمية البطل، وتسمية مرافقي الحزم في رحلة الهبوط.
- مسؤولية مواجهة الهلال والفتح تقع بالدرجة الأولى على عاتق لاعبي الهلال، بعيداً عن كل شيء، وبيدهم بعد الله الحفاظ على أملهم القوي بالفوز باللقب أو التفريط به.
- ربما يحسم الأمر اليوم وتصبح الجولة الأخيرة تحصيلاً لحاصل، وربما يؤجل كل شيء، وربما تنقلب الموازين، كل شيء متوقع في هذه الجولة الصعبة.
- الحديث عن غيابات الفتح يقبله صمت مطبق عن غيابات الهلال، مع أن الأخير هو الأكثر تأثراً من ذلك اليوم وطوال الموسم أيضاً.
- من يعجز عن صناعة الفرح يبحث عن أي شيء يخدع بنفسه ويوهمها بأنه أسقط منافسيه، وليس هناك أسوأ من خداع النفس.