عبدالمحسن بن علي المطلق
تدعو الحاجة لقطاع ما أحياناً إلى ادارة مستقلة (بعد ان كانت تابعة)، أو تكميلية داخل إطار جهاز- هو الأم-
فـ»رعاية الشباب» - مثلا- يذكر جيل من سبقنا أنها كانت ادارة داخلية، بل مكتب ملحق بـ»وزارة العمل»، فتطور عملها أو تسلسل بالذات وقد (تشعبت) اغراضها، إلى أن احتاجت استقلالا (مقام اعتباري) لها يمثلها.
وأشهر من هذا «إدارة تعليم البنات» كان كيانا.. لكنه تابع لهيئة كبار العلماء، فتدرّج المقام به إلى شبه استقلال، ليلحق بعدئذ بالنظام التعليمي (مشاطرا) لتعليم البنين، وهذه بعضٌ مما دعا لأعنون للتالي منها، أي هذه المادة.
فإنه ويوما بعد يوم نشاهد ما تسعى له «وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد» الموقّرة إلى ان يكون للمساجد (بيوت الله) التي أذن المولى تعالى أن تُرفع، وأذن بمعنى أمر و(قضى)، فالرفعة تكون بالبناء والقدر على السواء، أي بذات الوتيرة، فالاول مادي، والآخر معنوي.
وذلك وفي خبر مفرح.. حسب ما نُشر في عدد الجزيرة بالأمس- الأربعاء..16-11
بقيامها باستحداث ادارة لـ»حماية مرافق المساجد وخدماتها « فأقول (بل أزيد) على أن يكون من مهامها نقاط أعرض منها ما يحضرني، راجيا أن يُلتفت إليها من قِبل الأحبّة في الوزارة، هذا.. إن لم تكن داخلة في مهام هذه (الإدارة)، لأن هناك متممات ان حدثت فنعمّا، أي زيادة خيرٍ على خير، وهو المؤمّل بلا شك، وهو ما ارجو ان يؤخذ بعين الاعتبار سواء من هذه المُحدثة، أو عبر جهاز مماثل، لكن إن كان ما يأتي هو من تبعات هذه الإدارة، فلعل صنيعي عون لهذه الادارة -بخاصة وهي في طور النشأة- إلى ما أحسبه يلزم وضعه نصب مجهودها/
بطرقي أكثر من ملحظ.. نماذج، بالطبع لا أحصرها فيها، لكن قد تكون مما يشغل !، ولطالما اثقلني بثّه خشية -احيايين- ان يؤدي الطرح أو يُفهم حال عرضه على غير غرضه الذي منه أرنو..
فمن نقاط كنت أسطّرها على مكثٍ، بأزمنة غير مترادفة، فأذكرها بلا ترتيب عما هو الأولى بينها:
- التكاسل الذي يجعل أُمّـةً من المأمومين لا يلوون على وضع (الاحذية) -أعزّكم الله -، فتكاد تتكوم عند ابواب بيوت الله..
ولولا أن معظم المساجد تحرص على اغلاق الباب الداخلي، هنا أُسرّ لكم اسرارا (حفاظا على التكييف.. بالغالب) لانبعثت روائح تلكم إلى..!، ثم أين ممن لا يكترث بوضع الحذاء في الأرفف التي قلما تجد باب مسجد إلا وتجدها من يمين الباب أو عن شماله، لأقول بلغة الوخز أينه وحقوق أولئك من أهل الهمم!، ممن يصطحبون عربات تبلّغهم بعد جُهد هذا المقام!، وهذه إشارة مضمورةً للاصحاء الذين لا يحرصون على الجماعة إن كنتم مغبونون بنعم لا تقيمون حمد ربكم عليها على الوجه الموافي - على الأقل- لها؟!
فعلام نزيد عليهم الطين بلّةً!، حين نضع عراقيل أمامهم، فعسى لمثل حال اولئك أن نفعل، أي إن لم يكن لدينا من الدوافع التي ترفع من تلك البيوت (ماديّا)، إلا فلنتق الله.. بعضنا ببعض، حين(يرحم قويّنا حال الضعيف منّا).
-مما يثقل حال الخروج وجمهرةً تترهّل الخطى وعيناها بالارض بحثا عن الحذاء لتأتي نوعية هداها الله من قتامة تلك الحال آن تُخرج الجوال وعيناه مع الذهن منصبّة عليه، وعلى ما استجدّ حال انقطاعه عنه.. لتأدية الصلاة!
وكأن وراء صنيع بعضهم (خبرٌ) ينتظر أو.!
لتجده كالمضطرّ يرمي اسفه ربما بدون قصد إذا ما اصطدم بهذا أو ذاك، طيب..!
-دورات المياه - أكرمكم الله - التي يُفتح الصنبور عن آخره بلا مراعاة لهذه النعمة وهي تهدر، ويا سبحان الله- للمفارقة- نضحي بهذا لأنه أرخص موجود، ولا نستحضر أنه أغلى مفقود، لكن ربنا لا يحيجنا للتجربة ولنتدبر (فمن يأتيكم بماء معين)؟!
نقطة ثالثة
- وكذا حال ما تجده مع الماء (اقصد العلب) التي يلزم تنبيه الامام لها فليس بخلا حاشا للِهِ ولكن لإفادة أوسع شريحة أن لا يأخذ المسلم أكثر من واحدة بل كتب على أحد المبردات (خذ واحدة ودع لأخيك أخرى) أكرر ليس بخلا ولكن تطبيقا لحديث (لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) تصور لو بقي بالبراد 6 حبات واتى اثنين كل أخذ ثلاث.. لا أبالغ فقد رأيت احدهم وبكلتا يديه 4 علب!.
-لازالت ببعض- وأكرر- بعض المساجد يؤذّن من يجود من بعض من لا يحسنون العربية.. حال غياب المؤذّن
ولو يزكّن على المؤذن ان يعهد لأحد جيران المسجد الوقت- أو الأوقات -التي يتوخّى عدم استطاعته لظرفٍ ألحّ (بين فترة وأخرى) أن يتواجد ليس على الدوام..!
-التوفيق بين الأذواق- آسف إذا لم تكن المفردة معبّرةً -، لكن ألفيت من جميل ما تعمد إليه بعض المساجد- وسبق طرقه بمادة سابقة-، وهو جهد يقوم به المشرف- إماما كان.. أو مؤذّنا- محاولة (التوفيق) بين الرغبات فقد ألفتني على احد السواري لافتة كُتب فيها (الجهة اليمين- من المسجد- أقل برودة) أي في (التكييف)..
وهذا مرامه التكيّف- بل والتوفيق- بين الرغبات، بالقدر المستطاع.