عثمان أبوبكر مالي
مغانم كثيرة خرجت بها الكرة السعودية من المشاركة الأخيرة في بطولة كأس آسيا تحت 23 عامًا (الأولمبي) بعد فوزه بالبطولة من أمام فريق الأرض والجمهور؛ منتخب أوزبكستان، الذي صنّف على أنه أحد أقوى فرق البطولة، وكان مرشحًا بقوة للفوز بها مستفيدًا من أدائها على أرضه ووسط جماهيره الغفيرة، وبعد أن قدَّم مستويات جيدة خلال مشواره في البطولة (دور المجموعات) وفاز بنتائج جيدة، منها الفوز بستة أهداف على منتخب قطر، وتعادل مع منتخب إيران، قبل أن يفوز على المنتخب العراقي بركلات الترجيح، رغم أنه أكمل المباراة ناقصًا بعد طرد أحد لاعبيه البارزين، وخلال مشواره في البطولة امتاز الفريق الأوزبكي بالقدرة على السيطرة على المباريات وفرض أسلوبه، وكان الفريق الأعلى استحواذًا في كل مبارياته، بما فيها مباراة النهائي التي اصطدم فيها بمنتخب (منظَّم) بكل ما في الكلمة من معني، يعرف كيف يوزع جهده ويفرض أسلوبه ويسيِّر المباراة بطريقته، ونجح الأخضر في الفوز بالبطولة بفضل المجموعة الجميلة والمتجانسة التي اختارها مدرب المنتخب الوطني الكابتن سعد الشهري، والعمل الفني الكبير الواضح الذي قام به مع جهازه المساعد (رغم ضيق وقصر فترة الإعداد قبل النهائيات)، والثقة التي ترجمها اللاعبون على المستطيل الأخضر من خلال الأداء والمستوى والروح والرغبة الذاتية والانتشاء الكبير، ليكسر (الأخضر الأولمبي) عقدة النهائيات التي لازمت مدربه الوطني في أكثر من نهائي، ليصل في الأخير بإصرار وجهد وعزيمة (المجموعة) واستفادتهم من الدعم غير المحدود إلى تسجيل أرقام (تاريخية) دوّنت بمداد من ذهب، وسيذكر بها سجل المدرب والمنتخب الفاخر، لعل من أهمها أنه أول مدرب (آسيوي) يصل بمنتخبه إلى نهائي بطولة الأولمبي مرتين متتاليتين، والثالثة في تاريخه في البطولة الوليدة (الحديثة)، حيث تعتبر نسخة أوزبكستان هي النسخة الخامسة للبطولة، وسجل الأخضر الأولمبي رقمًا غير مسبوق، حيث حققها مسجلاً أحد عشر هدفًا، ولم يدخل مرماه أي هدف، وهذا إنجاز فريد على مستوى العالم؛ أن يحقق منتخب بلد بطولته القارية دون أن يلج مرماه أي هدف بعد خمس مباريات متتالية، أداها في مشوار البطولة (المجمعة).
الكابتن سعد الشهري كان قد لفت الأنظار مبكرًا إليه كمدرب وطني شاب وطموح، عندما حقق مع فريق القادسية بطولة الدوري الممتاز للشباب موسم 2011 - 2012م متفوقًا على فرق أندية القمة والضخ المالي جميعها (الاتحاد والأهلي والهلال)، وهو الإنجاز الذي كرره مع فريق الشباب بنادي النصر في موسم 2014 - 2015م، قبل أن يقود منتخب الشباب السعودي إلى نهائيات كأس العالم للشباب ويصل إلى دور الستة عشر، لكنه اصطدم بمنتخب الأورغواي وخسر بهدف يتيم أنهى مشواره في البطولة، لتأتي مرحلة جديدة مع المنتخبات الوطنية بتسلمه المنتخب الأولمبي موسم 2018م بعد نجاح يذكر في ذلك الموسم مع الفريق الأول لنادي الاتفاق، قبل أن يستدعيه معالي المستشار (تركي آل الشيخ) ويضع فيه ثقة كاملة بتسليمه منتخب تحت 23 عامًا (الأولمبي) ليكمل مرحلة التدرج التي تؤهله ولا شك لما هو أكبر وأهم في المستقبل القريب ولن يكون ذلك سوى (مسألة وقت) والقادم منتظر وأجمل بإذن الله تعالى.
كلام مشفر
* خمس مباريات من العيار الثقيل لعبها الأخضر الأولمبي خرج منها جميعها بـ(Clean Sheet) محققًا الفوز فيها بشباك نظيفة مع حارسه الشاب نواف العقيدي، مما يؤكِّد قدرات الجهاز الفني المساعد للكابتن سعد بكامل طاقمه المميز وأيضاً الجهاز الإداري الذي لا يغفل دوره الكبير في المشوار المظفر.
* مغانم البطولة مع الكأس والبطولة جائزة اللعب النظيف في البطولة، وجائزة أحسن حارس وأحسن لاعب (أيمن يحيى) والأهم من كل ذلك هذه الكوكبة و(الذخيرة) التي تعد رافداً وداعمًا كبيرًا للمنتخب الوطني الأول في استحقاقاته القادمة.
* بعد البطولة الأخيرة من المؤكد أن طموح المدرب الشاب يرتفع أكثر، ويبقى الخطوة المنتظرة قريباً هي العودة من جديد إلى الأولمبياد القادم 2024م في العاصمة الفرنسية باريس، بعد الإنجاز الذي حققه في طوكيو بإعادة الأخضر إلى المشاركة في الأولمبياد بعد 25 عاماً.
* التحدي القادم كبير و(عالمي) ويستحقه سعد ولا شك، ونثق أنه سيعمل على إنجازه بكل اقتدار، ويتمثّل في الوصول بالمنتخب إلى الأولمبياد القادم (الثالث والثلاثين) لتكون المرة الرابعة للأخضر بعد أولمبياد لوس أنجلوس (1984م) وأولمبياد أتلانتا (1996م) وأولمبياد طوكيو (2021) والأهم تكون المرة الثانية على التوالي - بإذن الله تعالى.