د. مساعد بن سعيد آل بخات
يجول في فِكر طلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي الخوف والقلق من كثرة الأعمال المطلوبة منهم لإنجازها خلال دراستهم، فمعلمو المواد لهم طلباتهم من حيث: المشاركة والتفاعل في الصف، وحل الواجبات، وكتابة بحوث، واختبارات الفترة، واختبارات نهاية الفصل الدراسي.. إلخ، ومطالبين أيضًا بإتمام اختبارات القدرات والتحصيلي لدى المركز الوطني للقياس والتقويم في التعليم «قياس».
كان الله في عون طلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي ويسر لهم كل عسير، فالحمل كبير، والأهداف كثيرة، والطموحات عالية، وكل شيء قابل للتحقيق في حال تم بذل الجهد المناسب له.
ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد لدى طلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي، بل ما زال هناك هواجس وتشتيت في أذهانهم من حيث ما هو التخصص المناسب لهم لدراسته في الجامعات والكليات والمعاهد.
لذلك فطلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي في حيرة بين تلبية رغبات وآمال آبائهم وأمهاتهم، وتلبية رغباتهم كطلاب وطالبات بناءً على قدراتهم ومواهبهم وإمكاناتهم وما يحبونه أو يفضلونه.
إلا أنَّ الواقع يفرض على طلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي اختيار تخصص يتناسب مع احتياجات سوق العمل بعد مرور من أربع إلى ست سنوات من دراستهم في الجامعات والكليات والمعاهد.
ومن التخصصات المطلوبة في سوق العمل مستقبلًا بإذن الله تعالى ما يأتي: (علم البيانات، البرمجة، الأمن السيبراني، الذكاء الاصطناعي، مصمم جرافيك، السياحة، الآثار، الفنون.. إلخ).
فإن كان التخصص المطلوب مستقبلًا يتناسب مع التخصص الذي يرغبون به بناءً على قدراتهم ومواهبهم وإمكاناتهم فذلك أفضل بأن يتم ضرب عصفورين بحجر، وإن لم يكن ذلك فإن اختيار تخصص مطلوب مستقبلًا أهم من تخصص يرغبون به أو يفضلونه.
ربما يتساءل البعض كيف؟ وسأختصر الإجابة هنا بأنه ما فائدة حصول الطالب أو الطالبة على شهادة جامعية (بكالوريوس) في تخصص يحبه وهو منتشر بكثرة في سوق العمل لدرجة أنَّه يصعب عليه الحصول على وظيفة.
لذلك فإن طلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي بحاجة للبحث بأنفسهم في محركات البحث أو وسائل التواصل الاجتماعي لأشخاص موثوقين عن التخصصات المطلوبة في المستقبل، أو عن طريق استشارة آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم، أو من خلال أصدقائهم الذين يثقون باطلاعهم عن كل ما يستجد في الساحة.
فتحديد الأهداف مُسبقًا يزيل التوتر والقلق من طلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي، وعند أخذهم لوثائق التخرج من المرحلة الثانوية فإنهم يعون جيدًا أين يتجهون بلا حيرة أو تردد.
ختامًا..
رسالة لكل أب وأم من حقكما أن تنصحا أو تنورا بصيرة أبنائكم وبناتكم لأفضل التخصصات المطلوبة لإكمال دراستهم الجامعية بدون الضغط عليهم لاختيار تخصص واحد يتناسب معكما ضاربين بعرض الحائط رغباتهم وقناعاتهم ومواهبهم وإمكاناتهم.