سهوب بغدادي
فيما أعلنت وزارة التعليم عن مسارات المرحلة الثانوية المتعددة بهدف توجيه الطلاب إلى المجالات التي يرغبون التخصص فيها وتضمن المسارات حصول الطالب على شهادة مهنية تمكنه من الانخراط في سوق العمل مباشرة عقب التخرج، الجدير بالذكر أن المسارات الأربعة (العام، وعلوم الصحة والحياة، وعلوم الحاسب والهندسة، والمسار الشرعي، وإدارة الأعمال) تحمل مواد دراسية جديدة تقدم للطالب بشكل فعال بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل والحياة المهنية وكل ما يصب في تحقيق كفاءة المخرجات المرجوة من العملية التعليمية، حيث وردني كتيب متكامل من مدرسة دار الحنان الأهلية يشرح هذه المسارات التي ستقدمها خلال الفصل الدراسي المقبل للطالبات، وذلك أمر جميل، رجوعا إلى المواد الدراسية الجديدة، نتفكر فيما إذا كانت هناك معايير لتوظيف المعلم بحسب التخصص في المادة الجديدة المطروحة، الأمر الذي سيتيح فرص عمل للخريجين عبر ممارسة مهنة التدريس بمفهوم مختلف، كما تعد الرخصة المهنية المقدمة حديثا أحد المعايير التي تسهم في الارتقاء بالجودة التعليمية إلا أنه من الأفضل تقنينها واستثناء المعلمين ذوي الخبرة فبعض الأحيان الخبرة الطويلة تغلب النظريات والمعلومات والفرضيات، فمن تجاوزت خبرته عشر سنوات ويتم تقييمه بشكل جيد ومستمر لن يكون بحاجة اختبار الرخصة بل تقدم له بشكل فوري، إن مهنة التعليم سامية ولا يسعني التعبير عن رقيها في بضع كلمات، فلا ننسى فضل ذلك المعلم ودعم تلك المعلمة وعطفهم وحنانهم وحرصهم وبذلهم من أنفسهم لكي يصل الطالب إلى الأعالي، فكثير من المعلمين يواجهون الصعاب بشكل يومي والتحديات كالوصول إلى المؤسسة التعليمية البعيدة ويبعد بعضها مئات الكيلومترات، فيجوب المعلم سكة السفر قبل دخوله الفصل ولا نزال نرى الابتسامة تعلو محياه، فلهم أحر التحايا والدعاء، أو بإلزام المعلم من قبل بعض المشرفين أن يقوم بتوفير وسائل تعليمية «كالبروجكتور» على حساب المعلم الخاص دون تعويض! كنا قديما نعد الطب مهنة صعبة ومتعبة ونحسب أن الطبيب سيتغيب عن أهله ومنزله وأطفاله ليوم كامل أو أكثر إلا أن المعلم قد يتغيب عن أهله أسبوعا كاملا أو أشهر في حال عمله في غير مدينته، فحركة النقل أمر جوهري لأغلب المعلمين في التعليم الحكومي، وفي حال اعتزام المعلم دخول مجال التعليم الأهلي فالمردود المادي غير مجد، نريد أن نصل إلى الوقت الذي نسأل فيه الطفل «ماذا تريد أن تصبح عنما تكبر؟ فيرد، معلم! إن المعلم موظف حكومي ليس كغيره من الموظفين الحكوميين باعتباره لا يمتلك رصيد إجازات طوال العام ولا يستطيع أن يطلب استراحة المحارب التي يتمتع بها الجميع فالأجدر أن يكون المقابل والحوافز والبدلات وما إلى ذلك مهيأة لذلك.