عمر إبراهيم الرشيد
1 - يبدو أن بيل جيتس لمن يتأمل تصريحاته في الآونة الأخيرة قد بدأ يفقد شيئاً من مصداقيته، ويعرض سيرته كعملاق من عمالقة التقنية وأحد أكبر أثرياء العالم للتشويه، خصوصاً تصريحه الأخير بأن وباءً وشيكاً سيقضي على آلاف الملايين من سكان العالم! فلصالح من يقول هذا الكلام؟ ومع من ياترى من الكيانات يعمل؟ أم هي لوثة الثراء المتعاظم على مدى سنين طويلة مع فراغه الروحي هما ما جعلاه بهذه العقلية المريضة؟!
2 - قدمت الثورة الرقمية للبشرية وما تزال تقدم مايصعب حصره، من خدمات ومنتجات وتسهيلات، ومن تعليم وترفيه، وهي في كل يوم تأتي بالعجائب حتى أصبح العالم أسيراً لها. وأكثر الفئات حساسية لهذه المنتجات هم الأطفال، وأصبحت الأسر في كفاح لتجنيبهم شرورها وتحييدها قدر المستطاع حتى لايقع أطفالهم وأبناؤهم فرائس لمحتواها الضار. قبل فترة بدأت أجرب مع أطفالي قصص ماقبل النوم بقراءة كتب من تلك القصص لهم، والتي اشتريتها خصيصاً لهم ولهذا الغرض لتشجيعهم على القراءة، ولسحبهم من هذه التقنية والأجهزة اللوحية قدر المستطاع. ولكم كانت المفاجاة أنهم أحبوا سرد هذه القصص عليهم، بل أصبحوا يطلبون مني أن أقصها أنا عليهم، ولا أخفيكم بأني لم أتوقع بحكم مايشاهدونه ويلعبونه من برامج، بأن تشدهم هذه القصص حتى رأيت ذلك جلياً في تعابير وجوههم وضحكاتهم، أو دهشتهم وانبهارهم من قصص أخذت أستحضرها من ذاكرتي بل وأنسجها أحياناً من خيالي لتثبيت قيمة أو درس أخلاقي.
كما أن من فوائد هذه العادة تهيئة الطفل للنوم، والأهم زيادة الارتباط الوجداني بين الطفل ووالديه عن طريق هذه القراءات أو السرد المباشر، وتنمية خيال الطفل وزيادة رصيده اللغوي وهذان العاملان مهمان في النمو العقلي والنفسي والإبداعي لدى الأطفال، اقرؤوا لأطفالكم أو قصوا لهم ماتعرفون من قصص قصيرة، فالفائدة تشملكم أنتم كذلك، إلى اللقاء.