إيمان الدبيّان
الإنسان، الكائنات الأخرى، المكان، الزمن والذكرى، الأشياء من جمادات ومستلزمات، وكذلك العبادات كلها تربطها صلة بالإنسان وتلك هي العلاقات، ارتباطات ذاتية مكونة علاقة الإنسان بذاته أو بالناس أو بالأشياء أو بالله.
علاقة الإنسان بالله تخص الإنسان نفسه، ولا يحق لأحد أن يتدخل فيها طالما أن هذه العلاقة لا تتعارض مع حقوق الآخرين وقانون المجتمع والدولة أجمعين، وعلاقة الإنسان بالأشياء أيضاً علاقة خاصة به، ما يتحكم فيها نظرته وفكره وجمال روحه، فمتى كانت روحه جميلة متفائلة رأى الحياة جميلة وإن أجدبت، رائعة وإن قست، أما علاقة الإنسان بنفسه فروابطها ودوافعها ونتائجها جميعها من ذاته ولذاته احتياجاً وبيئة وثقافة وظروفاً.
أهم علاقة تعنينا نحن المجتمع هي علاقة الإنسان بالآخر وكيفية تعامله معه، هذه العلاقات الفردية مع بعضها تكون علاقات مجتمع، وترابط دول، وكتب تاريخ، وحدود بلدان؛ لذا علاقات الأفراد ببعضهم البعض هي الأساس وهي التي لا يسمح فيها بتجاوز أو مساس.
البعض يتدخل فيها ويتطفل فضولاً، أو حسداً، أو همجية باسم (الدين)، ونسي نصوصاً قرآنية وأحاديث نبوية تنهى عن الظن والتجسس والغيبة والنميمة والتخبيب والترهيب، والبعض الآخر يبرر تصرفه بدافع (القربى) وهي مبررات بضعفها كبرى، وآخرون ليتهم محايدون، يسيئون تحت مظلة (الحرص والاهتمام) فيحجبون الواقع والحقيقة بالأوهام.
الحياة أيسر من تطرف في الدين، وأبسط من تعقيد متين، الحياة متاع بلا أوجاع، ولهو بلا ضياع.
العلاقات الإنسانية تسمو بسمو ورقي أهلها أقارب، أو أصحاب، أصدقاء أو أحباب، معارف أو للعمل أرباب، فلا يشوبها زيف أو تضليل، حقد أو تعطيل، حقوق تعطى وواجبات تؤخذ إن رأوا غنياً تمنوا مثله، وإن شاهدوا فقيراً رفعوا عثرته، يشاركون في الأفراح حباً، ويشاطرون في الأحزان حرقة، المشاعر هي التي تُعبر وليست المظاهر التي تُغير.
العلاقات الإنسانية الراقية تظهر قيمتها في أشد الحالات غضباً فلا فجور، وفي أعلى المناصب قدرا فلا غرور، وفي أهم المواقف جبراً فلا كسور.
العلاقات الإنسانية الحب أساسها، والصدق عمارها، والنقاء بقاؤها، والخير رداؤها والترفع سياجها، المخلص يضيف قيمة ويمنحنا إيجابية فيبقى ويعطى، ومن يتلون مخادعاً حاقداً يرحل وينسى، الحياة للجميع والدين لله والتعامل لنا وبنا.