إبراهيم الدهيش
-بهذه المستويات الباهتة والنتائج ( الصفرية ) التي خرج بها منتخبنا الأول من معسكر إليكانتي الإسبانية صارت الغالبية ممن كانت تفكر بمركز متقدم في مجموعة كأس العالم تعتبر الخروج منها بأقل الخسائر مكسباً !
-صحيح إنها مباريات تجريبية ليس الهدف منها الكسب بقدر ما يكون لتصحيح الأخطاء ودعم الإيجابيات واكتشاف السلبيات ومعالجتها وبرغم أن الحكم لا زال مبكراً إلا أنها تظل إما مصدر اطمئنان أو مبعث خوف وقلق !
-وفي اعتقادي الجازم أن السبب لم يكن في محدودية قدرات وإمكانيات العناصر كما أشار لذلك البعض بحسن نية أو بغيرها !
-ولا يمكن لأحد أن يشكك في كفاءة وأهلية السيد هيرفي رينارد فلغة الأرقام تقف معه إلا أن برنامجه الإعدادي في هذه المرحلة من التحضيرات حسب تصوري الشخصي وإن اختلف معي البعض لم يكن منطقياً بدءاً من توقيت إقامة المعسكر مروراً بعدم استقراره على تشكيل واحد . تتغير العناصر من مباراة لأخرى وتتبدل المراكز قبل وأثناء المباراة وتكثرعمليات الإحلال والتجريب خلالها وكأنه للتو أشرف على المنتخب مما أفقد المنتخب عنصري الانسجام والاستقرار كأولوية تتطلبها البداية ! وكان من الأولى البدء في تطوير الجوانب التكتيكية ورسم المنهجية الفنية للأداء الجماعي والجمل التكتيكية للشق الهجومي وخلق هوية دفاعية قوية بما يتناسب ومواجهة فرق المجموعة مع الاستقرار على العناصر إلا بتبديلات لا تخل بعمل المنظومة وتضيف لها مزيداً من الدعم الفني لخلق مزيد من الانسجام بين المجموعة فغالبية المنتخبات التي تستعد للنهائيات في هذه الفترة شاهدناها وهي تلعب بتشكيلاتها الأساسية إلا من بعض الإضافات المحسوبة فالمنتخب ليس كالنادي والمدة التي تفصلنا عن المونديال لا تحتمل التجارب فالعناصر ( نخبة ) الموجود قد نختلف على اثنين أو ثلاثة بالكثير كأمر طبيعي لكنها ذات العناصر التي خاضت التصفيات وحتى التأهل وبالتالي هذه بضاعتنا وهذه أدواتنا ! -وعلى أي حال أستطيع أن أقول إن ما حدث لا يعدو كونه مضيعة للوقت واستنزافاً للجهد فيما لا طائل منه سوى أنه للأسف أوجد حالة من القلق والخوف لما يمكن أن يحدث مستقبلاً !!
تلميحات
-الأولوية أن نفكر بالمنهجية الأدائية التي سنلعب بها أمامهم كيف ندافع أولاً ومن ثم نفكر ب ( كيف ) يمكن لنا أن نتجاوزهم ! -الوصول لم يعد إنجازاً في أجندة طموحاتنا فالسقف ارتفع لأن تكون مشاركتنا أفضل من سابقتها وهذا حق مشروع لكن الأحلام شيء والواقع شيء آخر لنتعامل مع هذا الواقع بعقلانية ومنطقية بما لدينا وبما نملكه من أدوات.
-ما بين نقد الكابتن سعد الشهري ونقد هيرفي رينارد يتضح بجلاء من يبحث عن المصلحة العامة ومن يتحدث بلغة العاطفة ويتدثر بعباءة التعصب ! -بغض النظر عما سبق وفات من قرارات إلا أن تأجيل الجولتين المتبقيتين من دوري المحترفين يعتبر بادرة إيجابية وموقفاً يحسب للاتحاد ويسجل له كونه يعطي الفرصة للأندية للاستفادة من لاعبيها وهم بجهوزية بدنية وذهنية.
-وفي النهاية.
ماذا يعني استدامة أندية الهلال والفتح والفيصلي وأبها على قمة أندية الكفاءة المالية؟ وماذا عن تلك الأندية التي أخفقت في ( ضبط ) أمورها المالية وحفلت قوائمها بالديون والالتزامات والقضايا؟ ( من يضحك على من ؟) وسلامتكم.