للفلسفة وعلم النفس أثرٌ كبيرٌ في حياة البشر ممتدٌ منذ زمن قديم, وإن كان علم النفس جاء متأخرًا بعض الشيء، شكلت الفلسفة بداية رحلة الصراع الفكري للعقل في معرفة ماهية الحياة التي يعيشها الإنسان على وجه الأرض، انبرى لهذا الصراع العديد من العلماء أو المفكرين من أبرزهم أرسطو، وأفلاطون، ابيقور، جون لوك، ابن سينا، زينون الرواقي، توماس أكويناس، كونفوشيوس، رينيه ديكارت, بولس الطرسوسي، الذين أثروا الفلسفة بأطروحات وآراء فكرية مازالت آثارها راسخة في العقول حتى وقتنا الحاضر.
ومع التطور البشرى صار هناك تنوع في الفلسفة، فلم يعد الأمر مقصورًا على الجوانب التي تخص الإنسان من الناحية العقلية والتي تهتم بعلاقته بالأخلاق والدين، والقيم والمثل، والعادات، بل توسعت أكثر، ودخلت من خلال العديد من النظريات، أبرزها نظرية دارون في التطور البيولوجي والتي وإن كانت تختص بالطبيعة إلا أن بعض الفلاسفة طبقها على الواقع البشري من خلال الاستعمار الذي جسد هذه الفلسفة، فكان هناك احتلال للبلدان الفقيرة ونهب خيراتها باسم (الانتقاء الطبيعي).
يعد علم النفس في وقتنا الحاضر ذا أثر عميق على حياة الإنسان التي شهدت طفرة حضارية هائلة جعل من هذا العلم يتقدم ويتنوع، فهناك علم النفس التربوي والاجتماعي والإكلينيكي والجمالي، تعتمد هذه العلوم على الدراسات والأبحاث والتجارب العلمية المختلفة، تقوم على دراسة السلوك والعقل والتفكير والشخصية لدى الإنسان، لم تعد الفلسفة التي يمقتها بعض علماء النفس، هي أساس التعاطي مع الإنسان وحياته بشكل عام، لأنها بعيدة إعطاء الحقيقة عن سلوكه وعقليته، فعلم النفس يقوم بالتشريح الفكري والجسدي بأساليب علمية بحتة، ولا يعتمد على إقحام الصفات الأخلاقية أو السلوكية للإنسان بناءً على التخمين أو التنجيم أو الفراسة والتي كانت مشهورة لدينا نحن العرب قديمًا، ويمكن أن نقول إن تأثيرها مازال باقيًا في واقعنا من خلال ما نسمعه أو نشاهده من هم على دراية واسعة بعلم النفس ولكن مع الأسف يكون هناك خلط بين الفلسفة وعلم النفس، يختلف الهدف ويتشعب في إطلاق الكلام حول قضية ما ترتبط أكثر بعلم النفس وخصوصًا في جانب الشخصية، فيكون هناك توجه إطلاق (قنبلة عن واقع اجتماعي) بعيد لمجرد لفت الانتباه وإظهار مدى عمق المعرفة في هذا الجانب الذي قد يزيد في الدخل المادي، هو تجارة هذا العصر مع الأسف.
** **
abdllh_800@hotmail.com