إبراهيم بن سعد الماجد
هذه المقالة ليست موجهة لحماية المستهلك، بشكليها، ولكنها موجهة لضمير التاجر!
الشكوى من الغلاء لم يعد الصوت الخفي، ولم تعد التبريرات بالجديدة على المستهلك ( الغلبان) لكنني هنا أعرض لحالة واحدة من ضمن مئات الحالات التي تشير إلى ثمة مشكلة لدى الجهاز الرقابي المعني لا أقول بمراقبة الأسعار فالشق أكبر من الراقع، ولكن - ضمير التاجر - الذي استمرأ رفع السعر على المواطن بشكل تدريجي بحجج أكثرها واهية، مستغلاً حرية السوق، متناسيًا أن البركة لا يمكن أن تأتي من مال أخذ لا نقول بغير حق، ولكن بجشع وطمع!
هنا أعرض سلعة واحدة الناس فيها سواء الأغنياء والفقراء، هذه السلعة - الخبز - فعند إقرار الضريبة 15% رفعت بعض الأسواق السعر إلى ريال و25 هللة!! وكأن الضريبة 25% بينما مخابز لها اسمها وجودتها أبقت السعر كما هو ريال واحد، في استشعار لحاجة الناس لهذا الفرق الذي هو في عين التاجر بسيط، لكن في ميزانية الأسرة يشكل فرقًا شهريًا معتبرًا.
التاجر الجشع حسبته تقول: 25 هللة في 300 ألف مبيعات شهريًا على الأقل محصلتها 75 ألف ريال! مما يعني 900 ألف ريال سنويًا! هكذا نظر لها، بينما التاجر الآخر نظر لها بأنها بركة تُنزع، وحقٌ المواطن البسيط أولى به.
الضمير الحي لا ينظر للأرقام، بل ينظر للبركة، بينما الضمير الميت كل حياته أرقام!!
رسالتي لتجار المواد الغذائية تحديدًا، راقبوا الله في حاجات الناس، واعلموا أن البركة لا يمكن أن تأتي من جشع ولا من طمع، ولعلكم تقرأون سيرة التاجر العظيم عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه، لتلين قلوبكم، ولتعلموا أن زيادة الأرقام لا تعني أبدًا زيادة الثروة، فالثراء الحقيقي ماهو إلا بركة في المال والأولاد والعمر.