لاشك أن أغلب الدول التي أقرت إنشاء دوري رديف أو كما يسمى (الدوري B) حول العالم كانت لها خططها وأهدافها المستقبلية ولعل أهمها الحفاظ على اللاعبين الموهوبين وإبرازهم وإعطاؤهم الفرص الكاملة لتقديم مالديهم .. وفي ظلِّ ما يحدث من تحولات في رياضتنا سواءً للأندية والمنتخبات بتعدد المسابقات والمشاركات وزيادة اللاعبين الأجانب وكثرة المواهب أصبح لزاماً أن نشارك الدول هذا المشروع المهم والضروري حتى وإن رفضت الأندية لابد أن يكون هناك صيغة تفاهم لتغليب المصلحة العامة ولعدة اعتبارات :
* لاشك أن عدد الأجانب الثمانية في كل فريق قرار أضاف لدورينا الكثير من المتعة والإثارة وارتفاع المستوى الفني بين جميع الفرق وانعدام الفروقات الفنية على أرض الملعب بشكل كبير, ولكن في المقابل حجب الفرصة عن الكثير من المواهب المحلية للمشاركة وإثبات الوجود, ولاشك ونحن نرى الكم الكبير من لاعبي المنتخب السعودي الأول وأغلبهم قد لايلعبون أساسيين مع أنديتهم, بالإضافة إلى المواهب الكبيرة التي شاهدناها مع المنتخب الأولمبي المشارك حالياً في بطولة آسيا تحت 23سنة وأيضاً لاعبي الأندية المختلفة من الخامات الرائعة والتي لم تجد الفرصة منذ فترات طويلة لإثبات وجودهم.
أين تذهب كل هذه المواهب التي نعلق عليها الآمال مستقبلاً لمنتخباتنا الوطنية ؟! بالتأكيد ستكون فكرة الدوري الرديف حاضنة لهؤلاء وسيقاتل الجميع لإبراز إمكاناته من خلال دوري حقيقي بإشراف عام من الاتحاد السعودي ولجان تنظيمية تعطي لهذا الدوري قيمته وأهميته...
* المردود الاستثماري والعائد المادي والذي من الممكن أن تستفيد منه الأندية بزيادة مداخيلها والاستفادة من هذه المواهب المتواجدة في الأندية ..كما نعلم غالبية الأندية ترسل بعض المواهب كإعارات لأندية أخرى رغبةً بإعطائهم فرصة اللعب والمحصلة لهذا المشروع لم تكن مشجعة في السنوات الأخيرة بسبب أن العائدين من الإعارة بنسبة كبيرة لم ينجحوا أو لم يجدوا الفرصة المناسبة لإثبات وجودهم وأسباب ذلك متعددة ومختلفة ! لذلك (دوري B) قد يكون فرصة للأندية ووكلاء اللاعبين لإعطاء هؤلاء فرصة إثبات الوجود من جديد ومن ثم تستفيد الأندية والوكلاء من تسويق هؤلاء اللاعبين محلياً بين الأندية أو في دول الخليج وفق اتفاقيات معينة تضمن الحفاظ على المواهب وإبرازها بشكل احترافي ومختلف تماماً من خلال مايقدمونه من عطاءات في الدوري الرديف ..
* الكل يعلم أن الأندية تستقطب من الموسم القادم ثمانية أجانب ومن الطبيعي أن لايكون النجاح حليفهم جميعاً قد يحتاج البعض منهم لعدد من المباريات لمحاولة إثبات الوجود والتأقلم على الأجواء في النادي والمنافسات بشكل عام وقد يكون الدوري الرديف عاملاً مساعداً لهؤلاء لإعادة اكتشاف أنفسهم من جديد ..
* توسيع دائرة المنافسة والإثارة وتسليط الضوء عليه إعلامياً ليشعر اللاعبون بقيمته الحقيقية والأهم أن لا يربط بفئة أو عمر معين بل يفتح المجال للمشاركة فيه من الجميع أجانب ومحليين حتى تعود بالفائدة المرجوة للنادي وللرياضة بشكل عام ..
** **
- محمد الأحمري