سلمان محمد البحيري
من خلال تجربتي المتواضعة في مجال كتابة القصة ومن خلال قراءتي لبعض الروايات، فالقصة أو الرواية بصفة عامة هي عمل أدبي خيالي مكتوب بلغة نثرية ذات طابع سردي يتم فيها السرد عن الأحداث والشخصيات بشكل متناسق ومنظم وعبارة عن صراع ما بين الخير والشر والبطل والشرير أو تكون تتكلم عن شخص يصارع ضميره ، وأما الشخصيات الأخرى فهي إما مساعدة للبطل أو معادية له والرواية أكبر من القصة من حيث حجم المحتوى السردي ويتراوح عدد كلمات القصة «الرواية القصيرة» ما بين 10000 كلمة إلى 20000 كلمة أي بحدود 70 إلى تقريباً 100 صفحه بحيث يراعي الكاتب بأن تكون المقدمة مكثفه وكأنها ملخص لكل القصة وتكون وصفاً فقط للشخصيات الأساسية بشكل موجز، وأهم ما في الرواية القصيرة هو الحدث بشكل ما فلا بد أن يكون هناك مقدمة شيقة ثم صراع الحدث ثم الحل في النهاية وتكون الحقبة الزمنية قصيرة والأماكن التي تدور فيها الأحداث معدودة ويكون فيه وصف لليوم الجديد في بداية كل فصل قد يكون مثلا في كلمات بسيطة مثل كان يوماً ماطراً، أو كان يوما جميلاً أو كان يوماً حاراً، فالمهم بان يكون هناك البداية في الدخول والاستطراد بالموضوع في الرواية القصيرة وعرض المشكلة أو العقدة وثم إيجاد حل لها في آخر الرواية القصيرة. أما في الرواية الطويلة فهي تتحدث عن شخصيات يجب تكون ذات محتوى واقعي أي بأن لها مخاوف وآمال ولديها نقاط قوة وضعف ولها أهداف في حياتها وأما البطل فهو الشخص الذي تتمحور حوله الرواية أو القصة وتكون شخصيته عادة قادرة على إحداث تغيير والتكيف مع مجريات الأحداث وأن عقدة القصة أو الرواية تواجهه هو بشكل مباشر ولكن لكل واحد من هذه الشخصيات له قصته الخاصة وتجاربه التي يختصرها الكاتب ضمن روايته وتبدأ صفحات الرواية الطويلة من 200 صفحة فما فوق وأن يصف الكاتب الشخصيات الموجودة في القصة أو الرواية والتي تمر بوصف بلاغي والأهم بأن يكون هناك صراع ما بين الشخصيات ويمكن أن تنتهي الرواية دون خاتمة، بل قد يكتفي الكاتب بالقول مثلاً “ما لذي يحصل لقاتل سعيد في المستقبل هذا ما ستوضحه الأيام القادمة”، وكذلك ربما تكون الرواية عن ذكريات شخص طوال فترة حياته وحينها لابد بأن تتضمن الرواية الأحداث السياسية والاقتصادية المؤثرة في المجتمع والتي قد حصلت في تلك المرحلة من حياته ولا بد أن تكون المعلومات والتواريخ دقيقة ويمكن أن يبدأ كل فصل جديد بوصف لليوم كاملاً بتفصيله وقد يأخذ صفحة واحدة أو صفحتين، هناك أمور لابد توافرها في القصة أو الرواية لأجل إضفاء التشويق عند السرد فمثلا العدو في القصة أو بالرواية فهو الشخصية الشريرة التي تستخدم الشر ضد البطل وتزيد من صعوبة تخطي العقدة في القصة أو الرواية وممكن أن لا يكون هناك عدو ولكن هناك تحديات يواجها البطل من خلال صراعات نفسية بحيث تعيق تقدمه و يمكن للكاتب بأن يكتفي فيها بوضع رؤوس أقلام في المقدمة، بدون أن يوضح للقارئ مجريات الرواية حتى لا يحرق الرواية على القارئ وأما الحبكة في القصة أو الرواية فمجريات الأحداث إما أن تكون نمطية بحيث تجري الأحداث بتسلسل من البداية حتى النهاية بحيث ينتصر الخير على الشر أو العكس أو البطل على الشرير أو تكون أحداثها مركبة بحيث تبدأ من نهاية القصة أو الرواية واستعراض الأسباب التي أدت لذلك وأما العبرة فهي مطلوبة في القصة أو الرواية وهي الفائدة أو الغرض الذي من أجله القصة أو الرواية وكذلك الزمان مهم وذلك بذكر الزمن الذي حدثت فيه مجريات القصة أو الرواية وأيضا المكان له دور بحيث يجب على الكاتب بأن يصفه لأنه الموقع الذي دارت فيه أحداث القصة والرواية بحيث يكون القارئ متفاعلاً ومتعايشاً مع الأحداث ويسهل تخيله لها وأما العقدة فهي تعتبر ذروة الصراع الذي يواجه شخصية البطل وهذا ما سيغير من حياة البطل ومن هنا يكون عنصري التشويق والإثارة.
وأما الحوار ما بين الشخصيات في القصة أو الرواية فالهدف منه هو توضيح مكان وزمان القصة والظروف بشكل غير مباشر وأما في الاخير فهو الحل أو النهاية فهو يكون نهاية القصة أو الرواية بانحلال العقدة إما بانتصار البطل أو بقتله فليس بالضرورة بأن تكون حلاً للغز أو بانتصار للخير، بل ربما يفوز الشرير ويقتل البطل وبذلك يفتح المجال لك ككاتب بكتابة جزء ثان من القصة أو الرواية أو بحل الضغوط النفسية التي كان مر بها البطل وترجع الرواية أو القصة إلى نسقها الذي كانت عليه في البداية وإذا اخترت كتابة قصة خيالية فأنت غير ملزم بالبحث عن التواريخ والوقائع التي قد حصلت بزمن قصتك ،أما إذا اخترت كتابة قصة مخيفة فحاول تذكر أسوأ كوابيسك أو قصة حقيقية مرعبة وقعت لشخص أنت تعرفه أو تذكر بعض أفلام الرعب وتصف ذلك للقارئ ليشعر بنفس الخوف الذي قد واجهته وحاول حينما تنام بأن يكون بجانب سريرك دفتر وقلم لأن الكثير من الكتاب المش هورين قالوا بأنهم قد استلهموا قصتهم وأفكارهم من مشهد قد رأوه في الحلم بمنامهم أو في خاطرة قد خطرت على بالهم قبل النوم وحاول بأن تكتب روايتك بصيغة المتكلم بحيث كأنك تخبر قصتك الشخصية للقراء حتى وإن حدثت مع شخص آخر لأن صيغة الكتابة بالأنا هي أشد تأثيراً على القارئ.
وحاول بأن تجعل الأحداث التي تجري في القصة أو الرواية تكون مفيدة أحداثها للبطل ومترابطة فيما بينها وكل واحد من هذه الفصول يحل لغز بعضٍ من المشكلة حتى تكون النهاية وتحل جميع الألغاز أو تترك القارئ يستنتج الحل ولا تقوم بكتابة أي كلام لا لزوم له لكي تطيل قصتك أو روايتك فهذا يجعل القارئ يمل و لا يهتم بالقصة أو الرواية
واكتب القصة أو الرواية بتفكير الكاتب وبعد النهاية أعد كتابتها لكن بتفكير السيناريست أو المخرج السينمائي وتخيلها كفيلم وليس ككتاب فستلاحظ بأنك ستضيف المزيد من الأحداث والتي تشد المشاهد وستتخلى عن بعض ما كتبته من خلال هذا المنظور وأعلم بأن الكثير من الروايات قد تحولت بالفعل إلى عمل سينمائي لذلك ضع هذا في الحسبان وبالنهاية لا تخف من المتنافسين البارعين في مجال اللغة فربما تفوز عليهم بجودة خيالك والصور التعبيرية الرائعة وتسلسل أفكارك وكل ما عليك بأن تشد انتباه القارئ من المقدمة إلى خاتمة القصة أو الرواية والروايات والقصص أنواع منها السيرة الذاتية و السياسية والخيالية والمرعبة والرومانسية والاجتماعية والتاريخية والبوليسية وبعد أن تفرغ من كتابة قصتك أو روايتك حاول بأن تجد ناقداً محترفاً ليقرأ لك قصتك أو روايتك لتأخذ رأيه فيها قبل أن ترسلها إلى أي دار نشر ثم صحح أخطاءك وفقاً لرأيه لأنه يحدث بأن تكون هناك أخطاء لم تنتبه لها. لذلك فعلى الكاتب أن يكتب من خلال خياله ومن خلال سعة اطلاعه في القراءة وكذلك من عالم الواقع الذي لابد أن يطلع عليه ويعيشه من خلال اختلاطه بالناس ومعايشته لظروفهم، ومعرفته بقصصهم ولكي تجعله ينظر للأمور من زوايا أخرى من خلال اختيار الزاوية الجيدة التي تعطيه الأريحية لكي يجسد لقصته أو لروايته تجسيداً جيداً، وبذلك تكون كتابته مشوقة و صادقة ومن القلب وتصل للناس وتلامس قلوبهم وتذهلهم ، والقارئ يبحث عن كاتب يشبهه في الخاطرة أو المقال أو القصة والرواية لأنه يبحث عن نفسه فيه بحيث يلامس وجعه وآماله ولعشقه للكلمة الجميلة، فالكتابة التي لا تخرج من القلب والعقل والروح فليست بكتابة والكتابة التي لأجل المال والشهرة أو لأجل كسب إعجاب النساء فليست بكتابة ،ولكن الكتابة الحقيقة هي التي تخرج من داخلك باستمتاع وما تشعر به جوارحك وهذا ما يجعلك كاتباً عظيماً.