إن مقالي اليوم مختلف، تصفّ الحروف لتتقافز على السطور لتأتلف، لأن موضوعي بين شدٍ وجذب في رأسي..
أوّاه يا رأسي!
على بحر الجمل قد يرسي، لا يحتمل أن يؤجل لبعد أمسي فأنا من هذا المقال أحتاج همزاتٍ على كرسي لتستقيم العبارة، ولا يمنع أن تكون فيحها بحرارة!
هي في الحقيقة لا تملك فكرةً بل حروفا كالعِمارة ولا من الخيال كل الشطارة، فقط بعض جرأةٍ تتسلّق شجرة الألف لتلتقي وربما تختلف، الاختلاف ظاهرة صحيّة متى ما كان يقابلها السطر الواسع الذي يتحمّل أن يسمع ويعي ويبدع!
من ذلك لقاءاتنا الثقافية في مختلف وعاءات الثقافة والأدب والفكر والنقد... السؤال كم عدد الذين يحضرون هذه اللقاءات، وكم نسبة الشباب فيها، وبالمقارنة بالأمسيات الشعبية؟
الحقيقة بكل ما تحمل الكلمة من معنى الإجابة صادمة!
نفس الأفكار، والضيوف المشاركون، صحيح أن لقاءاتنا يحضرها النخبة وهذا مطلب ومهم الصراحة لكن ما يدهشني ويجعل حرفي يلفّ حول نفسه أين الشباب المبدع من كل هذا؟!
أعلم أن الأسماء التي «ضربها» الإعلام مرارا وتكرارا هي السبب، ويقيني بلا شك أنهم مبدعون، ولكن لماذا نركز حول هذه الأسماء شعراء، كتّاب قصّة، نقّاد... هم هم أنفسهم نجدهم في هذا النادي أو ذلك، حتى طريقة عرض الأمسيات تقليدية مملّة لدرجة خروج الروح عن نطاق ما يقوله المشاركون، ولا ننتبه إلا حين يصفّق الذي بجوارنا نستفيق وجلين، ونكمل المسرحية الهزيلة تصفيقا معهم... مع أعتذاري للكلمة!
إذا لقاءتنا الثقافية العبقرية تحتاج من القائمين عليها عدّة أمور حتى تعود وهجها حضورا وكما وكيفا:
- اشراك الشباب من الجنسين في كل الأمسيات حضورا ومشاركة وإدارة.
- دعاية كافية في كل مرافق ومفاصل الإعلام التقليدي والجديد.
- عدم تكرار الأسماء التي يلوكها الإعلام صباح مساء.
- اختيار المشاركين بعناية فائقة بحيث إجادتهم في الإلقاء والتأثر والتأثير بعبارة أدق «مسرحة المنتج الأدبي».
- عدم التقعّر في اللغة والتي يحتاج معها الحاضرون قاموسا في جيوبهم حتّى يفكّوا طلاسم ما يقوله المبدع.
- محاولة من الضيف المشارك المبدع أن يجمع بين بساطة المفردة، قوة الخيال، وسلاسة العبارة في لغة فصيحة «لغة بيضاء».
- ترك المجاملات والمحسوبيات والواسطة في فريق منظّم اللقاءات العبقريّة وحين أقول عبقرية أقصد منها تلك التي يغلفها طابع جمالي وخيالي وحسّاس وفاتن وجاذب.
إن اللغة الفصيحة متى ما أخلصت لها قراءة وكتابة وممارسة تحدّثا وطوّعتها بين يديك وعلى جنبي حرفك وصدر سطرك خرجت القصيدة، القصّة، الفكر، الفلسفة النقد... تتراقص، تفتن الحضور، فيتمايل الجميع طربا باللغة.
سطر وفاصلة
ليتني وردة بداخل روحك
ريحانة تهزّها رياح الصّبا
تبعثرني، تلملمتي، تجمعني
بين جروحك
تملأني، بكأس الغرام
وأسقيك
أرويك، بالأماني، بالأغاني
أرجوك لا تجعلي بيني وبينك
أبنية من ورق
ما هذا القلق؟!
كسدودٍ، من صروح
دعيني أحلم بكِ سيدتي
الهم يطرد العشق من كراه
ويسرد تفاصيل روايةٍ
أولها هيامك وآخرها
كحمامةٍ فوق شباكي
ينوح
** **
- علي الزهراني (السعلي)