عثمان أبوبكر مالي
آخر تحديث لجدول دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم للمحترفين، حدد موعد ختام الموسم الكروي؛ الجولتين الأخيرتين (29و30) يومي الخميس 23 والاثنين 27 من الشهر الجاري وذلك بعد التأجيل أو التوقف الأخير، وهو التوقف الثامن خلال الموسم الذي انطلق في الحادي عشر من شهر أغسطس 2021م وعندما ينتهي الموسم (بإذن الله) يكون قد استغرق قرابة أحد عشر شهراً بالتمام والكمال، فيما التوقفات وصلت إلى (162) يوماً، وهو مايزيد على خمسة أشهر ونصف تقريباً، مما يعني أن الموسم الطويل ذهب نصفه في التوقفات(!!) ولا يمكن أن تكون كل هذه التوقفات ضرورية أو مهمة أو هناك حاجة ماسة لها، رغم أن الاتحاد قلّص بطولات الموسم، فبطولة سمو ولي العهد لم تقم، وبطولة خادم الحرمين الشريفين(كأس الملك) اقتصرت على فرق دوري المحترفين (16) فريقاً فقط، والتوقفات كانت متفاوتة المدة، وهو ماجعل بعضها غير منسجم مع أيام الفيفا ولا متوافقاً معها، وأقل أيام التوقف كانت مابين الجولة 27 والجولة 28 (9 أيام) وأطولها كانت بعد الجولة 25، وصل التوقف إلى 47 يوماً، ثم لُعبت جولة واحدة الجولة 26 ليتم التوقف وسط الجولة 27 (لظروف طارئة ومقدرة).
وإذا كانت هذه التوقفات ألقت بظلالها على الفرق والمباريات والمستويات، فالأكيد أنها حدّت كثيراً من المستوى الفني لكثير من الفرق ومن التشويق والإثارة ومتعة المنافسة، كما أنها أخلَّت كثيراً بميزان (العدالة) بين الفرق المتنافسة في القمة والقاع، من حيث اختلاف موازين القوى ودرجة الاستفادة، وستلقي بظلالها على الجولتين الأخيرتين وتزيد من خسائر بعض الفرق، التي قد تضطر إلى أدائها بدون بعض محترفيها الأجانب لانتهاء عقودهم أوإعارتهم، وهو ما يعني مزيداً من الضرر، وزيادة عدد الفرق التي ستعاني في (المحصلة النهائية) لموقف وترتيب الموسم.
التوقفات الثمانية جعلت الموسم الكروي الحالي (أطول دوري) في تاريخ المسابقة، وقد يكون أطول دوري في العالم، فكل العالم أنهى موسمه وطبقت فرقه قمصانها، وبدأت إجازاتها، فيما لايزال اللاعب السعودي يركض في الملاعب وينام في المعسكرات وينتظر بفارغ الصبر نهاية الموسم وهو يردد (سترك يارب إن شاء الله مايتمدد الموسم كمان وكمان).
بعيداً عن كل ما قيل ويقال، المهم هو أن تستفيد لجنة المسابقات من هذه (الجدولة الفاشلة) في الموسم القادم، ويكون لديها (برنامج) واضح وصريح ومبكراً بالتواريخ والأيام، وهو ما لن يحصل؛ إذا لم تستفد وتستعين بأسماء وخبرات خارج نطاقها وأعضائها من الفنيين والخبراء والرياضيين (المخضرمين) سعوديين وغيرهم ومبكراً، لتقديم جدولة مختلفة الموسم القادم، تخفف قليلاً من سقطات هذا الموسم وفقدان الثقة الواضح فيها وفي عملها.
كلام مشفر
«حسب قرارات الاتحاد السعودي لكرة القدم ستكون انطلاقة الموسم القادم في الخامس والعشرين من شهر أغسطس القادم، وسيشهد الموسم إقامة مباراة السوبر السعودي بنظامه الجديد ومشاركة أربع فرق هي بطل ووصيف الدوري وبطل ووصيف كأس الملك، بحيث يواجه كل بطل وصيف البطولة الأخرى في الدور نصف النهائي.
«وهذا على غرار (السوبر الإسباني) الذي يفترض أن يكون الاتحاد السعودي أول من يستفيد منه ويطبقه، بعد أن طبقه الإسبان في ضيافتنا، ولا يبدو أن الاتحاد قد أخذ بالنظام كاملاً وبطريقة تحقق المتعة والإثارة، إذ سيلجأ في حالة تكرار فريق من الفرق الأربعة في الترتيب إلى ترتيب الدوري وإجراء قرعة مفتوحة بين الفرق الأربعة بدلاً من نظام (المقص)!!
«التكرار حاصل (من أولها) هذا الموسم لا محالة، بحصول الهلال على مركزين مؤهلين في الكأس والدوري، والصحيح أن يذهب الفريق (ثالث الدوري) - أياً كان - إلى مكان الفريق المكرر في وصافة بطل الكأس مباشرة ويطبق نظام المقص.
«أما اقرار الاتحاد في حالة التكرار الذهاب إلى (القرعة) ففي ذلك قتل للإثارة والمتعة، وفتح لباب التأويلات والتفسيرات والظنون، والتشكيك في أنها (قرعة موجهة) أو أنها عملت بطريقة الكرات الباردة (سيئة الذكر) وفي ذلك نية مبكرة من أجل (هروب) مكشوف.
«الخوف كل الخوف أن البطولة المقرر لها مبدئياً ( حسب ما تسرب) في شهر يناير القادم، يتم في آخر لحظة إلغاؤها بحجة (ازدحام الجدول) كما حصل في بطولة سابقة وبطولات غيرها، وإذا كان الاتحاد جاداً في إقامتها فليجعلها في (افتتاحية الموسم) ليؤكد رغبته في ذلك.