د.عبدالعزيز الجار الله
هل جاء الوقت محلياً وعالمياً أن نقول وداعاً كورونا؟
الجائحة التي استنزفت الدول والحكومات والشعوب صحياً واقتصادياً ونفسياً واجتماعياً فرضت على الشعوب العزلة والتباعد لأكثر من سنتين، وأغلقت بسببها الشركات والمؤسسات وأدخلت العالم في أجواء الموت الجماعي الحتمي وخلو شوارع المدن من المارة والحركة إلا من أصوات الإسعاف وأزيز طائرات الإخلاء الطبي، حالة رعب عاشها المجتمع ودقت صافرات الخطر، لكنها بالمقابل قدمت للاقتصاد والاستثمار أسلوباً جديداً للتسويق عبر العمل عن بعد والتواصل التقني، أيضاً مساحة للقطاعات العسكرية والأمنية التدريب وفحص القدرات والإمكانات في فترة عصيبة هي حظر التجول وإغلاق المدن، وكذلك عمل القطاع الصحي لساعات طوال وسط مخاطر العدوى وسلامة الكادر الصحي والمستشفيات بأن تعمل تحت الضغط والخوف في دائرة أوسع في غرف العناية المركزية ومخاطر الإصابات ثم نقل العدوى إلى عائلاتهم وأقرب الناس إليهم، كما مكَّنت أزمة كورونا الدول أن تعمل على مدى أكثر من سنتين في غموض وضبابية وحرب ضد المجهول، أيضاً الجائحة قرَّبت الأشخاص والمجتمعات إلى الله واللجوء إلى العلي القدير والتعبد والتدين ثم إلى العودة للجذور الإيمانية، وخلية الأسرة.
أذن تصريح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية في يوم الاثنين الماضي 13 يونيو 2022م حيث ذكر: (بأنه بناءً على متابعة الوضع الوبائي لجائحة فيروس كورونا، وما رفعته الجهات الصحية المختصة ... ثم الدعم من القيادة الرشيدة، وتضافر الجهود الوطنية في برنامج اللقاحات وارتفاع نِسَب التحصين والمناعة ضد الفيروس في المجتمع.
فقد تقرَّر رفع الإجراءات الاحترازية والوقائية المتعلقة بمكافحة جائحة كورونا، وفقاً لما يلي:
أولاً: عدم اشتراط لبس الكمامة في الأماكن المغلقة، باستثناء المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف، والأماكن التي يصدر بشأنها بروتوكولات من قِبل هيئة الصحة العامة «وقاية»، أو المنشآت التي ترغب في تطبيق حماية أعلى.
ثانيًا: عدم اشتراط التحصين والتحقق في تطبيق (توكلنا) للدخول إلى المنشآت باستثناء التي تقتضي طبيعتها اشتراط التحصين، حسب ما تحدده البروتوكولات الصادرة من قِبل هيئة الصحة العامة «وقاية»، أو المنشآت والأنشطة والمناسبات.
ثالثًا: تكون مدة اشتراط أخذ الجرعة التنشيطية (الثالثة) من لقاح (كوفيد-19) لمغادرة المواطنين إلى خارج المملكة (ثمانية) أشهر.
وفي هذا التصريح من وزارة الداخلية بالمملكة قد ألغت -بحمد الله - معظم الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا كوفيد 19 وإغلاق ملف جائحة كورونا، مع استمرار متابعته كمرض موسمي مماثل لفيروسات الإنفلونزا وغيرها من الأمراض الموسمية، وتكون المملكة -بفضل الله - قد أغلقت تماماً ملف أزمة كورونا -كوفيد 19.