سمر المقرن
مذهلة جداً، وترفع الرأس مثلها مثل كل الخدمات التي تُقدم كل عام لحجاج بيت الله الحرام. أتحدث هنا عن مبادرة (طريق مكة) التي أطلقتها وزارة الداخلية وتأتي هذا العام لتنمو وتكبر في عامها الرابع لتشمل عدداً إضافياً من الدول، حيث تنضم هذا العام إلى المبادرة المملكة المغربية وهي ثاني دولة عربية بعد جمهورية تونس. وجاءت بدايات مبادرة طريق مكة منذ موسم حج عام 1439هـ في دولتي ماليزيا وإندونيسيا، وفي خمس دول بموسم حج 1440هـ بانضمام تونس وباكستان وبنجلاديش للمبادرة، وهذا العام تنضم المملكة المغربية.
مبادرة طريق مكة باختصار، تهدف إلى استقبال ضيوف الرحمن من هذه الدول، وإنهاء إجراءاتهم من بلدانهم، بدءًا من إصدار التأشيرة إلكترونياً وأخذ الخصائص الحيوية، ومروراً بإنهاء إجراءات الجوازات في مطار بلد المغادرة بعد التحقق من توافر الاشتراطات الصحية، إضافة إلى ترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن في المملكة. بل إن هناك صالات خاصة بالمبادرة لاستقبالهم في مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة. ولا تتوقف خدمتهم إلى هذا الحد بل إنه بعد وصولهم لا ينتظرون استلام الأمتعة حيث يتم نقلهم مباشرة إلى مقار سكنهم وتتولى الجهات الخدمية استلام الأمتعة ونقلها إليهم في الدور السكنية.
وتنفذ وزارة الداخلية -مشكورة- تنفيذ مبادرة طريق مكة، بالتعاون مع شركائها من وزارات «الخارجية والصحة والحج والعمرة» والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة، والجمارك، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا»، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات، وشركة علم.
أفخر حقيقة وأنا أرى هذه الخدمات على أعلى المستويات المقدمة لضيوف الرحمن، والتي تواكب رؤية 2030 بما يجعل الحجاج في كل عام يودعون هذه الأرض الطاهرة بمحبة، بل وبأمنيات تتجدد في العودة إلى الحج والعمرة لما يرون ويلمسون من تسهيلات وترحيب ما يجعلهم يشعرون بالاطمئنان ويساعدهم على الصعود إلى الروحانية والتجلي مع الله -عز وجل- في بيته وأطهر بقاعه.
شكراً لوالدنا وحبيبنا -خادم الحرمين الشريفين- الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، وشكراً لحبيبنا -صانع الغد- ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله»، على كل ما يقدمانه للمسلمين في كل عام في هذه البقاع المباركة. وشكراً لوزارة الداخلية التي لا تألو جهداً في خدمة زوار البيتين، وهي عرابة هذه المبادرة الضخمة والمختلفة والشكر موصول لكل شركاء النجاح، ولكل إنسان يخدم الحجاج بمحبة وفرح وعطاء.