علي الخزيم
بمكان للانتظار أو التَّجمع لا بد أن تكون المَدارك والأفكار ومستوى التحصيل العلمي مُتباينة بين الحضور، ولذا فإن تَمَكّن الانسان بتخصُّصه لا يعني معرفته بكل شيء؛ فلا تأخذه الألقاب العلمية لتجاوز تخصصه ومجاله المِهني للتحدث والتنظير بما لا يفهم أبعاده وجذوره، والمعلومات الأوليَّة بموضوع مُحَدد لا تكفي للخوض والتعمق بالتفاصيل المُؤدية لإصدار أحكام خاطئة! وبإطار العنوان أعلاه فإن مما يُذكر ان مُمرضاً شابَّاً بهذا المستشفى (من يَعمل بالعيادة قُرب الطبيب يُطلق عليه غالباً مُمرضا) كان يستدعي ويرافق مريضاً مُسنَّاً لغرفة الفحص؛ قال له: سلامات يا عم، فأجاب: (يا وليدي التَّمر سرق عيوننا)! يُلمح الى خطورة كثرة تناول التمور على سُكَّر الدم فالبصر، وكانت لهجة المُسِن قصيمية، والقصيم تنتج تموراً لا تُقاوم! فهنا افتى له المُمَرض (الشَّاطح) بان لا يأكل سوى9 تمرات باليوم (هكذا صدر التوجيه)، وهذا بنظري تجاوز من الشاب لحدود المهنة وهو الامر الذي لا تقبله إدارة بمستوى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون بالرياض، مُمرض آخر (وكحالة فردية) يسأل المريض قبل حضور الطبيب عن القطرات الموصوفة؛ وأشار الى احداهن بقوله: هذه خذها قُبَيل موعد النوم ليلاً بالظلام (لأنها خَطِرة تحت الأضواء)! وبالاستفسار من الأطباء المُتخصصين اوضحوا أن السبب لا علاقة له بما أفتى به المُمرض (المُتفَيقِه)، ويروق لي أن أروي موقفاً ليس بالجديد للفائدة؛ ذلكم أن مُراجعاً عاد للمستشفى ايَّاه بعد أيام من إجراء عملية بعينه، وكان ببهو الانتظار يتحدث عن سوء الخدمة بالمستشفى وانهم كادوا ان يُفقدوه بصره، سأله أحدهم: هل نَفَّذت التعليمات تماماً؟ قال: نعم لكني قد نسيت بعض القطرات عند الحلال الأسبوع الماضي! (الحَلَال: كالإبل والغَنَم)، يُهمل العلاج ويتمدَّد بأماكن غير صحيّة وملوثة ثم يلوم المستشفى ويتهمهم بسوء الخدمة، وعلى ذلك تقاس بعض قصص الإهمال من بعض المراجعين المتذمرين.
كما أن بعض طالبي الخدمة يشتكون بأنهم عاجزون عن التواصل مع ذات المستشفى، وكان احدهم بمجلس يُردد تلك الاقاويل، ونصحته باختصار المسافة والبحث الكترونياً عن موقع المستشفى (KKESH) والتَّعرف على خدماتهم، فنَفَّذ بالحال تحت انظار الجلوس فتبيَّن له ان الامر سهل ومريح، فباتباع الخطوات المُدوَّنة يسهل الحصول على الخِدمات المطلوبة، المهم ان تبدأ، وبالمناسبة فان إدارة المستشفى قد اطلقت مؤخرا البوابة الأولى للتثقيف الصحي بطب العيون وباللغة العربية؛ حيث تضم المنصة مُحتوىً شاملاً لأمراض العيون والفحوصات والعمليات المجراة بتصميم عصري وسهل مُزود بمحرك بحث داخلي لتسريع الوصول للمعلومات، ويؤكد الاقبال الكبير على خدمات (KKESH) على ما وصله المستشفى من مستوى عالمي مرموق بشهادة أعلى وأكبر المراكز والمؤسسات المتخصصة، وقد جاء المستشفى مؤخراً ضمن قائمة مجلة (نيوز ويك) لأفضل المستشفيات ذات التخصص الواحد مثل مستشفيات العيون وعلاج السرطان والولادة والأطفال والقلب، وعبَّرت إدارة المستشفى على لسان الرئيس التنفيذي للمستشفى الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الراجحي عن فخرها بهذا المستوى من التقيِيم، لا سيما ان المستشفى كان الوحيد المرشح بمجاله بالمناطق العربية والشرق الأوسط.