تحظى إدارة المشاريع باهتمام واسع في ظل تطور معطيات الأعمال من قبل متخذي القرار لدورها الفعَّال في تحقيق الاستخدام والتوزيع الأمثل للموارد الاقتصادية المتاحة. لعدة أسباب لعل أبرزها النمو والتطور السريع ومستهدفات رؤية 2030 للخطط التنموية والتطويرية لأنها تقوم بمشاركة الموارد والأدوات الخاصة بالمشاريع وارتباطها بالمعايير الأساسية من البدء والتنفيذ حتى الانتهاء من المشروع وتوقعات أصحاب القرار وإكمال متطلبات المشروع بشكل فوري. وتشمل إدارة المشاريع العديد من المهام والمسؤوليات قبل وأثناء تنفيذ الخطط والإستراتيجيات والمستهدفات للمنشأة. ويتلخَّص نجاح المشاريع من خلال اختيار مخططات تخصيص الموارد، وتحقيق التوازن بين الأهداف والخطط المتنافسة بإدارة المشروع.
إذا لم تكن المنشأة تهتم بإدارة المشاريع، فإنها بذلك معرضة للكثير للخطر فيما يتعلق بالتنفيذ النهائي للإستراتيجية الخاصة بها. تكتسب إدارة المشاريع أهمية مضاعفة لدورها في تحقيق المواءمة الإستراتيجية، وهي عملية ربط هيكل المنظمة ومواردها بإستراتيجيتها والهدف النهائي. فجميع العملاء الذين يتعاملون مع المنشأة أو يقدمون لها مشروعًا، لديهم أهداف معينة لمنظمتهم الخاصة وهذا المشروع هو خطوة في تحقيق هذا الهدف. تعتبر إدارة المشاريع مهمة هنا، حيث يمكنها مواءمة المهام بطريقة تضمن تحقيق أهداف المنشأة وأهداف العميل أيضًا.
كذلك، تعد إدارة المشاريع ضرورية لأنها تأتي مع خطة مناسبة لتحقيق الأهداف التنظيمية للمنشأة. إذا تركت عمل إدارة المشاريع لفريق العمل، فلن تكون هناك مساءلة، وسيعمل الفريق بدون خطة مناسبة، وسيكون هناك نقص في التركيز، وربما لا توجد أهداف واضحة بسبب عدم وجود وصف مناسب لأهداف المنشأة، ويمكن أن تتوقف المنشأة عند ظهور أي مخاطر أو مشكلة.
إن مدير المشروع هو ذلك المحترف الذي يقوم بتنظيم المشاريع وتخطيطها وتنفيذها أثناء العمل ضمن قيود مثل الميزانيات والجداول الزمنية ومسؤولية قيادة الفرق وتحديد الأهداف والتواصل مع أصحاب المصلحة ورؤية المشروع حتى إغلاقه. ومن منطلق أهمية إدارة المشاريع انبثقت فكرة المنتدى العالمي لإدارة المشاريع كحدث سنوي تستضيفه مدينة الرياض يومي السادس والعشرين و السابع والعشرين من شهر يونيو2022م.
وتأتي استضافة المملكة لهذا المنتدى تحت شعار «مستقبل إدارة المشاريع: الرقمنة والتكيّف مع التغيير «تحقيقًا لأهداف رؤية المملكة 2030 وتبادل الخبرات والاطلاع على التقنيات الحديثة في إدارة المشاريع والتحديات والفرص الواعدة وسيركز المنتدى على أربعة محاور رئيسية للبنية التحتية؛ التكنولوجيا والابتكار؛ المدن الذكية والتنمية الاجتماعية.
ويمثّل المنتدى فرصة للاستفادة من التجارب الإقليمية والعالمية، ومشاركة الخبرات وأفضل الممارسات الدولية في مستقبل الأعمال، ودفع عجلة النمو والتطور لما تمتلكه المملكة من إمكانيات وبنى تحتية خصبه لتعزيز دور إدارة المشاريع وتطبيق أفضل الممارسات التي تتوافق مع مستهدفات رؤية 2030 وبرامج التحول الوطني.