إيمان حمود الشمري
فاز فريق جمعية غوث بجائزة كرسي غازي القصيبي في مسار العمل التطوعي ليستحق وينفرد بالجائزة دوناً عن غيره من المنافسين بنفس المسار، فلماذا استحق الفوز؟ ومن هي جمعية غوث؟.
المدرب (منصور العاطفي) مؤسس فريق غوث، التقيته في جامعة اليمامة أثناء الاحتفال بالجائزة ودار حوار ثري بيننا، وجدت أنه يستحق أن يكون مقالاً في متناول الجميع.
من مدرس تربية بدنية إضافة لهوايته برعاية الإبل، إلى ماجستير إدارة أزمات وكوارث!! رحلة بدأت من شغف كان يحمله بداخله وينبض من طبيعته وفطرته التي تتوق لمساعدة الناس،حيث شخصيته تشبه كثيراً ما نراه في مقاطع الفيديو التي تتداول أثناء السيول لأشخاص يهبّون لإنقاذ آخرين لا يعرفونهم ودون أن يكون لهم علاقة بأي جهة إنقاذ رسمية، وإنما حس الإنسانية لديهم أعلى من غيرهم، وهذا ما يجعلهم يأبون أن يقفوا في دور المتفرج ولا يقاومون نزعتهم الفطرية بالتحرك في أي موقف إنساني يتطلب تدخلهم.
يقول: في أحد الأيام شد انتباهه برنامج وثائقي غربي للإنقاذ فوجد ضالته وابتدأت رحلته الحقيقية في دعم حسه الإنساني وغريزة (الفزعة) لديه، فبدأ بأخذ دورات عالمية متخصصة في البحث والإنقاذ، ومن ثم بدأ بتدريب أصدقائه وزملائه الذين يحملون نفس الشغف، واستطاع بذلك تكوين أول فريق بحث سعودي، مع أشخاص اجتمعوا على حب المساعدة لأي شخص يطلب يد العون.
فريق غوث للبحث والإنقاذ هو أول فريق سُجل عربياً عام 1428 ومن ثم انتقلت الاعتمادات على الاتحاد السعودي للرياضات البحرية إلى سلسلة من الاتحادات العالمية حتى حصل على 16 اعتماداً دولياً محلياً لينقل العمل التطوعي من عمل ارتجالي إلى عمل مؤسسي منظم ويضم 4000 متطوع ومتطوعة في ستة مراكز تدريب في عدة مجالات منها: (الصحة والسلامة، الغوص، الإنقاذ... غيره)، عقد شراكات مع الدفاع المدني واستطاع في عام 1437 أن يستخرج تصريحاً لتأسيس جمعية غوث للتوعية والإنقاذ تابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية مهمتها إكمال مسيرة العمل المؤسسي وعقد شراكات استراتيجية مع فريق غوث والجهات الأخرى.
فريق تطوعي دفعه الشغف في مساعدة الناس إلى بذل حياتهم وجوالاتهم وأوقاتهم التي لم تعد ملكهم ، مدفوعين بالرغبة لمد يد العون لنداءات الاستغاثة، أنقذوا آلاف الحالات، لغارقين في الآبار، وتائهين في الصحراء فقدوا الأمل بالعودة لأهاليهم لولا أن لاح لهم من بعيد طيف فريق غوث، فهل بعد ذلك نستغرب حصولهم على الجائزة؟ كانت هذه نبذة بسيطة عنهم وما قدموه أعظم.