إبراهيم بن سعد الماجد
دائمًا نقول: إن الحياة مدرسة، ونصفُ من يمتلك خبرات، وحقق نجاحات، وهو لا يحمل شهادات علمية، بأنه خريج مدرسة الحياة أو جامعتها.
هذه حقيقة الجميع يعرفها ويدركها، لكن أن يكون المرض فضلاً عن أنه إيقاظ للقلوب الغافلة، مدرسة ثقافية متنوعة! فهذا - ربما - لم يتطرق له أحد من قبل ما سأطرحه هنا.
صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل معروف بأنه يمتلك مخزون ثقافي متنوّع، فضلاً عما يمتلكه من كاريزما مؤثّرة وجاذبة.
كذلك ما وهبه الله من دماثة خلق ولطف يشهد له به كل من قابله، سواء في عمله أو لقاءاته الاجتماعية.
مر سموه بعارض صحي صعب، لكنه اجتازه بفضل الله صابرًا محتسبًا، وقد غادر المستشفى في أحسن حال، فالله الحمد وله الشكر.
خلال وجود سموه في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وبعد أن سُمح بالزيارة، قمت بزيارة سموه، لأطمئن عليه بعد أن تماثل للشفاء، فسرني تلك الروح الواثقة، واليقين الثابت، والإيمان القوي، فقلت له إن روحكم الإيمانية، تُعد في الحقيقة من أنجع العلاجات وأكثرها أثرًا، فلا عافية بدون ثقة في من بيده الشفاء.
أفضى لنا سموه بما عاناه طوال فترة العملية التي أجريت له، وكيف كان شعوره تجاه الحياة، وأنه عاش فترات قد نشبهها بحياة البرزخ، ومع كل ذلك فقد كانت الروح المعنوية الكبيرة خير من أخذ بيديّ سموه إلى الشفاء، بعد الله. يقول بأن الجرعات الثقافية الكبيرة التي حصل عليها وينقلها لنا من أعظم ما استفاده من حالته المرضية، فما أطيب رائحة الخبز والحرف المحترق! لمن فقد العافية! تخيّل أن تكون أقصى أمنياتك أن تشم رائحة صنع الخبز، بل وطرفه محترق! ولا أجمل من لقاء الأسرة الصغيرة التي قصرنا في حقها لمشاغل الحياة، نِعمٌ عظيمة، لم ولن نوفيها حقها، مؤكدًا سموه على أهمية مراجعة الكثير من سلوكياتنا التي تتنافى مع استشعارنا لنعم الله علينا.
قلت: عندما تكون المحن منح، ويكون الإنسان على قدر من استشعار ذلك، فإن كل ما أصابه يبقى ذكرى دافعة له لمزيد من العطاء لنفسه وأسرته ومجتمعه.
أتم الله على باعث هذه المقالة الأمير عبدالعزيز الصحة والعافية الدائمة، والحمد لله رب العالمين.