د.ولاء صالح اللهيبي الحربي
فقدت وسائل الإعلام التقليدية جزءا كبيرا من اهتمام المتابعين وذلك أمر طبيعي في ظل الانتشار الواسع للإعلام الحديث.
إلا أن الإذاعة ما تزال شبه صامدة وذلك في أوقات محددة مثل فترة الصباح والظهيرة، وذلك السبب يعود إلى كثرة المستمعين في مركباتهم خلال فترة الذهاب والعودة من وإلى العمل وفي توقعي بأن هذا أمر مؤقت سينتهي بمجرد قيام صانعي المركبات بتطوير أجهزة الترفيه واستبدال التقاط الموجات الترددية بتقنيات حديثة فمن أجل ذلك تقوم الكثير من القنوات ببث برامجها في وسائل متعددة لتواكب هذا التطور.
الإذاعات بكل برامجها الإخبارية والثقافية والاجتماعية تركز على أوقات الذروة فيمكن للمستمع البسيط التفريق بين البرامج الركيكة والبرامج المميزة من خلال حجم الإعلانات المباشرة وغير المباشرة الذي يحجب الهدف الرئيسي للبرنامج.
هناك برامج تستحق الاشادة والتكريم وذلك لتبنيها رسالة هادفة تخدم المجتمع بكل مهنية وتترك في تصوري انطباعاً بأن من يقف خلف المايك نخبة من الجيل الواعي الذي يدرك تماما مدى تأثير ما يقدم عبر الأثير، أدى ذلك إلى نجاح هذه البرامج واستدامتها لسنوات وحصولها على شعبية واسعة بين المستمعين.
وفي النقيض تمامًا هناك برامج أصفها دون مبالغة بأنها (برامج سخيفة) تنثر على مسامعنا ضجيجاً لا يتناسب مع فترة الصباح وبدلا من اثراء المستمعين بما يعود عليهم بالنفع لا نسمع سوى القهقهة والطقطقة بلسان معوج كل ذلك قد يبرر بأنه من الأساليب السمجة لكسب المستمعين فأقوم فورًا بتغيير الموجة حتى لا يفسد يومي.
ولكن الموضوع لا يتوقف بتغيير القناة خصوصًا عندما تكون الفئة المستهدفة من هذه البرامج هم أطفالنا ولبنة مستقبل بلادنا.
إن ما يتم تقديمه عبر البرامج الصباحية حل مكان الإذاعة المدرسية في طابور الصباح فجميع رواد التربية يدركون دور الإذاعة المدرسية وأهميتها في تربية النشء وخصوصًا في هذا الوقت الباكر من النهار.
فبرامج الصباح الإذاعية عندما تستهدف الأطفال يجب أن يكون لديها معد متمرس في مجال التربية وواع لأثر كل كلمة ورسالة تقدم خلال البث. فلا يجوز اقحام صغار السن في المشاريع الترويجية باستغلال براءتهم وعواطف المستمعين.
أتمنى أن يدرك كل مذيع/ة وكل من يقوم بإعداد البرامج بأن ما يبث على مسمع أطفالنا مسجل ومحفوظ، إن لم يكن في ذاكرة المستمعين فليكن من خلال أجهزة لجنة الطفولة المنبثقة من مجلس شؤون الأسرة.
أنا أشجع ذهاب الأطفال إلى السيرك لمشاهدة العروض الكوميدية الحية والحيوانات وألعاب الخفة ولكنني أستنكر استماعهم إلى (مهرج) في صباح كل يوم.