سهوب بغدادي
يجب أن تكون مقدمة المقال عن الزواج تعريفه وماهيته وأهميته من ثم تضمين الآيات والأحاديث في إطار الموضوع، لأصل إلى ما أود عرضه في هذا الموطن، إلا أنني فضلت أن أسقط ماسبق نظرا لعلم الأغلبية بالتعاريف والأسباب والدوافع، فعلى بركة الله نبدأ، في أحد اللقاءات الحوارية عن بعد، طرح المستشار والكوتش محمد بن باز موضوع أسباب عزوف المرأة عن الزواج، ضمن حضور نسائي بحت وكان العدد 24 حاضرة، حيث كانت أولى الإجابات على تساؤل الكوتش بـ»السوق وحِش» فحلت علينا العبارة لتقطع وتلغي المقدمات والتعاريف كبداية هذا المقال، ونبحر في الأسباب والحلول وما إلى ذلك، فيما دارت المخاوف والمسببات في الآتي:
- التجارب السيئة في العائلة والأقرباء.
- الخوف من المجهول.
- انتشار المقايسس غير الواقعية بسبب مواقع التواصل الاجتماعي ورفع سقف الآمال والتوقعات.
- الخوف من الفشل والطلاق ونظرة المجتمع تباعا.
- الخوف من المسؤولية المقترنة بالزواج.
- الخوف من القيود التي قد تفرض على المرأة.
- التردد من الزواج التقليدي وثقافة اكشط واربح.
- قد لا يعرف الشخص نفسه جيدا فكيف به أن يعرف شخص آخر وكل ما يريد وهو لا يعرف نفسه أساسا؟
- تأثير التربية والمعتقدات الخاطئة.
- شروط الرجل التعجيزية أو غير الواقعية لأهله أثناء عملية البحث عن زوجة.
- بناء القرار على نظرة طرف ثالث كالأهل أو الخطابة وماشابه وفي ذلك ضياع للفرص لأن النظرة الفردية تختلف عن غيرها.
- الخوف من زواج الرجل على المرأة.
- الخوف من خيانة الرجل.
- الخوف من تخلي الرجل عن المرأة عند المرض أو العقم.
- إلقاء اللوم على المرأة في حال وقوع خلل أو خيانة أو ماشابه ونصحها بالصبر وعدم المساواة في النظرة ذاتها للرجل في حال وقوع ذات الأمر، لذا ارتبط لدى المجتمع مفهوم «الرجال شايل عيبه» و «مايعيبه إلا جيبه» و»ظل راجل ولا ظل حيطة» وغيرها.
- عدم دعم بعض العوائل لابنتهم عند اتخاذها قرار الطلاق لأسباب مقنعة وإعادتها إلى بيت الزوج.
- الخوف من تواجد علة أو مرض نفسي لدى الخاطب.
- الخوف من إدمان الخاطب سرا على المخدرات وعدم الاكتشاف قبل فوات الأوان.
- زيادة نسب الطلاق في المجتمع تجعل الشخص يفكر مرارا قبل أخذ الخطوة.
- صعوبات اقتصادية وصعوبة توفير الاحتياجات للأسرة والأطفال.
- عدم تمكن المرأة من المبادرة بالتلميح بالخطبة وإن رغبت لارتباط ذلك بمفهوم سلبي.
كانت هذه أبرز الأسباب التي ذكرت إلا أن اللافت في النقاش أن امرأة ذكرت أنها تخاف التعدد أكثر من الخيانة، وكان الأمر صادما، حيث تعد الخيانة لحظية ومؤقتة إلا أن الزواج الثاني مستمر، فيما ذكرت أخرى أن موضوع التعدد أخذه الرجل على أنه علامة ترقيم كالفواصل بين كل جملة وأخرى، فعند وقوع أي خطب أو تقصير أو سوء فهم يقوم بإلقاء العبارة المعهودة «الشرع حلل أربع» وكل هذه الأمور تجعل الفتاة «تفرمل» على حد تعبيرهن. في المقابل، قام المستشار بعقد جلسة حوارية تحت ذات العنوان وخصصها للرجال فقط، فطرحت عليه فكرة أن أدخل كمستمع دون الإفصاح عن هويتي واكتفى بذكر الأمر لهم، فلم يكن عدد المشاركين كالذي وجدناه في الجلسة النسائية، إذ لم يتخط عدد المتواجدين (11) رجلا واستأثر بالحديث بعضهم بسرد تجاربه غير الناجحة وفضل البعض الآخر الصمت، فمن وجهة نظر الرجل أن مسببات العزوف عن الزواج كالآتي:
- الناحية المادية وتكاليف الزواج.
- نفقة الزوجة بعد الزواج وتشعب الموضوع بحسب وضع المرأة.
- الخوف من المقابلة بالرفض أثناء الخطبة والنظرة الشرعية.
- العيش تحت المجهر من قبل عائلة المخطوبة.
- عدم الموافقة على رجل مطلق وله تجربة سابقة.
- الآمال والتطلعات المرتفعة لدى المرأة بسبب مواقع التواصل والمسلسلات التركية.
- تأثير الصديقات والآراء التي تصدر منهن للفتاة.
- تأثير العمل وزمالة الرجل مع المرأة.
- الحكم على الرجل بغير الصالح في حال كثرة السفر، وتردده على الاستراحات.
- الخوف من نسب الطلاق المتزايدة.
- بعد الطلاق يتكفل الرجل بالنفقة للمرأة والأطفال وذلك يمنعه من بدء حياة جديدة.
- فهم المرأة للتفتح بشكل خاطئ.
- عدم مشاركة المرأة الموظفة تكاليف الحياة مع الرجل
كانت هذه أبرز النقاط حيث تدور أغلبها حول المادة سواء قبل أو بعد الزواج من نفقة ومهر مقدم ومؤخر، كما اشترط البعض أن يكون المهر مؤخرا فقط لضمان عدم طلب المرأة الطلاق» على الطالعة والنازلة» بعد فحص الأسباب والموافقة عليها من عدمها. وبغض النظر عما دار من لغط فالدين واضح والأحكام متعارف عليها ومايحصل اليوم من تكليف المرأة بالنفقة والصرف تحت شعار المشاركة أمر غير مقبول، باعتبار أن القوامة للرجل ويسعى لها ولإيجادها من الزوجة، فكيف بذات الزوج الذي يطلب القوامة على المرأة أن يتساوى معها في أمور ويطلب منها التغافل عنها وتسليم الدفة له؟ ومن النقاش اتضح أن المرأة ختاما تريد رجل سند شريك حياة وتريد أن تشيخ في علاقة لا تشيخ، فالمرأة الآن قادرة على أن تعمل وتكسب المال لكنها ترغب فعليا في الرجل الصالح والأمان الذي لن يتخلى عنها في بداية أو منتصف الطريق أو على عتبات الختام، أقدر ما يواجهه الرجل من ضغوطات غير أساسية إلا أن فترة كورونا والزيجات الجميلة التي حدثت تعد أحد الحلول، كما يعد الزواج عن حب ومعرفة والزواج التقليدي حديثا بارزا لدى الجنسين عن أفضلية نوع عن الآخر ومدى نجاح ذاك عن غيره، في الختام يجب أن نبحث على الزواج عن خيرة، رزق الله شباب وشابات المسلمين الأزواج الصالحين الطيبين الطاهرين.