تقوم حكومة المملكة بإستراتيجية مهمة نحو البناء والتقدم العلمي من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وهو أهم استثمار ممكن أن تقوم به الدولة، وهذا الاستثمار في ابتعاث أبناء المملكة للتعليم بأهم وأرقى الجامعات في الدول المتقدمة عالمياً؛ لينالوا نصيباً من العلم والمعرفة، من أجل العودة للوطن، والمساهمة في عملية البناء والتطور، الذي تتطلع إليه قيادتنا الرشيدة؛ حيث إن لدى قيادتنا - حفظها الله - طموح عالٍ بأن نصبح في طليعة الدول المتقدمة بجميع المجالات، وبناءً على ذلك من الممكن أن يتخلل رحلة البناء، التي يقوم بها أبناؤنا الطلاب والطالبات خلال دراستهم في الخارج العديد من التحديات والصعاب، بسبب تغيير البيئة العلمية التي قدموا منها كالتغيير في لغة الدراسة وبيئة الدراسة، والبعد عن الأهل والأصدقاء، وذلك على سبيل المثال وليس الحصر، وللتغلب على هذه المعوقات التي قد تواجههم يلجأ بعض الطلاب المبتعثين لاستخدام أدوية طبية لتساعدهم على اجتياز هذه الصعاب، ومن أهم وأشهر هذه الأدوية المستخدمة دواء (أدارول). وهناك عوامل أخرى قد تدفع الطلاب لاستخدام هذا الدواء كالعوامل الاجتماعية: بسبب الضغط النفسي للحصول على الدرجة العلمية، خاصةً درجة الدكتوراه، كونها الأعلى والأهم في درجة السلم الوظيفي والاجتماعي التي تعد تحدياً كبيراً يواجه الطالب، ولكن ليس من السهل التوصل إلى كل الدرجات العلمية بغير لغة الأم واجتيازها بمهارة مهما طالت مدة دراسة اللغة الثانية لأن مرحلة دراسة اللغة الثانية لن تلم بجميع المفردات لجميع المواد التي تدرّس لذلك يبقى الصراع اللغوي قائماً في كل محاضرة يحضرها الطالب وعندما لا تصله كامل المعلومة عندها يفقد التركيز. أيضًا اختلاف البيئة التعليمية وطرق التدريس، فلكل مجتمع طريقته بالتعليم بجميع مراحله، تغلب على مجتمعاتنا في التعليم طريقة الحفظ الذي يصعب عمله بلغات ثانية خاصة حين يعتمد التعليم في الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا وغيرها من دول الابتعاث على توعية الإدراك الذهني والفهم النقدي. كذلك هناك العامل الوراثي الناتج عن زواج الأقارب، الذي أثبت علمياً بأنه ينتج عنه طفرات جينية لتشابه الجينات بين الوالدين الذي يحفز على نقل أية تشوهات متنحية وتظهر بشكل جلي في الذرية وأهمها الإعاقة المعرفية، ويمكن تجاوز هذه الإعاقات ببرامج تعليمية مخصصة لهذه الحالات، ولكن يجأ بعض الطلاب الذين لديهم مثل هذه الحالات لاستخدام أدوية التركيز.
كل تلك العوامل التي ذكرتها قد تؤدي إلى ذهاب الطلاب إلى الطبيب لأعراض عدم القدرة على التركيز واللجوء لاستخدام دواء الادارول Adderall وهي وصفة طبية تستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة والتشتت الذهني (ADHD) أو التشتت الذهني والخدار (ADD)،( Adderall اسم العلامة التجارية وهو مركب من: مزيج من دواء الأمفيتامين وextroamphetamine وهما منبهات الجهاز العصبي المركزي، ويساعد تناول الأدارول في زيادة القدرة على التركيز والانتباه.
يزيد العقار من نشاط الدوبامين والنورإبينفرين الكيميائيين في الدماغ، وفقًا للمعهد الوطني لتعاطي الأدوية NIDA، ويعمل الادارول على تحفيز الجهاز العصبي السمبثاوي بشكل أساسي ما يؤدي إلى حدة في التركيز وتتسع حدقة العين، وزيادة ضغط الدم وزيادة في معدل ضربات القلب، وزيادة التعرق. تتراوح جرعات الادارول من 5 مجم إلى 30 مجم. تعتمد الجرعة الموصوفة على حجم المريض وشدة الأعراض. عادةً ما يبدأ الأطباء مع المرضى بجرعة منخفضة وتزاد الجرعة تدريجياً، وذلك وفقًا للمعاهد الوطنية للصحة (NH)، والفائدة الفورية التي يجدها الطالب هي في قدرته على الاستيعاب والإنتاج الأكاديمي توصله إلى الإدمان على هذه الحبة المعجزة في نظره، وفي معظم الأحيان يأخذ الطلبة على عاتقهم بزيادة الجرعة لأنفسهم بدون استشارة الطبيب ومن هنا تبدأ الأعراض الجانبية وبناءً على American Addiction Center وMayo Clinic بأنه يوجد أعراض فورية أو أعراض يصاب فيها المريض بعد فترة زمنية من استخدام الدواء، وهي متراوحة ومنها: - (العصبية، الأرق، صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، اهتزاز لا يمكن السيطرة عليه لجزء من الجسم، صداع في الرأس، جفاف في الفم، آلام في المعدة، غثيان، التقيؤ، إسهال إمساك، فقدان الشهية، فقدان الوزن). أما أخطر الأضرار الجانية التي تشاهد بشكل ملحوظ هي: (بطيء أو صعوبة في الكلام مع التشنجات اللا إرادية اللفظية، الدوخة أو الضعف، النوبات والتشنجات اللا إرادية والهلوسة، والشعور بالريبة بشكل غير عادي من الآخرين، رؤية أشياء أو سماع أصوات غير موجودة والإيمان بأمور غير صحيحة ومزاج مسعور أو متحمس بشكل غير طبيعي وسلوك عدواني وعدم وضوح الرؤية). وقد لوحظ في الآونة الأخيرة تزايد في حالات استخدام دواء الادارول ما بين الطلبة المبتعثين في الولايات المتحدة ما يدق ناقوس الخطر لذلك أسعى من خلال ما ذكرته سلفاً إلى تحذير أبنائنا وبناتنا الطلاب والطالبات من الانجراف نحو استخدام هذه الأدوية، التي حتماً تسبب لهم الكثير من المشاكل النفسية؛ لأنها تربك وتخل التركيبة الكيماوية الطبيعية في المخ.
** **
- الولايات المتحدة الأمريكية