عبدالعزيز بن سعود المتعب
كما حفظ التاريخ واحتفت الذائقة الرفيعة على مر العصور بأجمل قصائد الشعر الفصيح الخالدة منذ العصر الجاهلي والعصور المتعاقبة من بعده: صدر الإسلام، والأموي، والعباسي، إلى يومنا هذا حيث يُستشهد في مناسبات مختلفة بقصائد شعراء هذه العصور على تباعد أمدها طالما (الإبداع) والتمكّن من القصيدة ما يربط بين شعرائها والذائقة الرفيعة المنصفة من «منظور نقدي» منذ عهد امرئ القيس وزهير بن أبي سلمى مروراً بعهد جرير والفرزدق والأخطل ثم عهد المتنبي والبحتري وأبو تمام إلى عهد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وجبران خليل جبران وإيليا أبو ماضي وعمر أبو ريشة ونزار قباني والأمير عبدالله الفيصل والدكتور غازي القصيبي وغيرهم «على سبيل المثال لا الحصر» والأمر نفسه ينسحب على صنوه الشعر الشعبي ورموزه على سبيل «المثال لا الحصر»: الإمام تركي بن عبدالله آل سعود والشيخ راكان بن حثلين والشيخ عبيد بن رشيد والشيخ تركي بن حميد والشيخ محمد بن هادي بن قرمله والشيخ سعدون العواجي وراشد الخلاوي ورميزان بن غشام وعبدالله بن حمود بن سبيّل وابن لعبون ومن المعاصرين الأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والأمير محمد بن أحمد السديري وخلف بن هذال وعبدالله بن عون ومحمد الخس وبدر الحويفي، ثم جيل ماجد الشاوي ومساعد الرشيدي ونايف صقر وناصر القحطاني وغيرهم من المبدعين فكل من ذكرتهم (شعراء لا يأفل شعرهم) لسبب رئيسي وهو أنه «شعر حقيقي» وخير تفعيل لمقولة -وبضدّها تتميّز الأشياء- كمقياس أزلي ثابت ودليل حاسم للتفرقة بين الغث والسمين من الشعر.
- وقفة من قصائدي القديمة:
الدايم الله لا خَذَلْ قلبك إنسان
أو عاش من دونك إلى راح.. مسموح
شمس الحقيقه لا طُوَتْ ليل الأحزان
تَجْلِي همومٍ لاجيه داخل الروح
وباكر تباشيره مثل وبل الأمزان
هَتَّانَها يِنْسِي الألم كل مجروح
والّلي يحبك وافيٍ طول الأزمان
خلّك لقسوة دنيته بلسم جروح
حاول تقدِّر موقفه قدر الإمكان
مادام باقي للأمل ومضه اتلوح
حتى ولو ما صارحك.. بعض الأحيان
إن ما حَكَى مالِك بالإحراج مصلوح
لا تفارقه كان الزمن شان أو زان
إن كان جمر الشوق.. في قلبك يفوح