واس - فرسان:
حرص أهالي محافظة فرسان ولسنوات طويلة من تاريخ الجزيرة على الانتقال من قُراهم إلى قرية القصار فيما يُعرف بـ»الشدة» والتي تأتي متزامنة مع موسم «العاصف» ، حيث ارتفاع درجة حرارة الجو في فصل الصيف، ونشاط الرياح الشمالية الغربية شديدة الحرارة.
وينتقل الأهالي في رحلتهم من منازلهم في عدة جزر في فرسان إلى منازلهم التي شيدت بصفة دائمة في قرية القصار بشكل منظم، روعي فيه تجاور المنازل التي يزيد عددها على 400 منزل، موزعة على خمس حارات هي (المحزون وضخبان والبستان والكدمي والبقعة)، تفصلها ممرات لا يتجاوز عرضها ثلاثة أمتار، وُصلت جميعها بطريق رئيس يخترق القرية من الشمال إلى الجنوب، مروراً بجامع القرية وساحة الأفراح والمناسبات التي لا تخلو من مناسبة أو اجتماع أو استقبال ضيف يكون محل الاحتفاء والتكريم من قبل الجميع طيلة أيام موسم العاصف.
وفي موسم «الشدة» الذي لا يزال أهالي فرسان يحتفون بها حتى يومنا هذا، تعرف بواحد من أهم المورثات الثقافية الاجتماعية السائدة في جزر فرسان، كانت فيه قرية القصار التراثية وجهة لهم جميعاً لكثرة الآبار التي تتوفر بها المياه العذبة، وأشجار النخيل التي تبدأ في طرح ثمارها في هذه الفترة من العام.