عبده الأسمري
حلق في الأجواء مقاتلاً وساد في الفضاء رائداً فأحسن إلى مجتمعه وأتقن مهمته في متون «الوطنية» وشؤون «المهنية».. وظف «التكتيك «الحربي في توجيه أسراب «الطائرات».. وسخر «التعليم» العسكري في تأصيل مهام «المقاتلات» فكان «المعلم» على الأرض والطيار في السماء و»الموجه» نحو الأفق و»الوجيه» عند الذكر..
وجه «بوصلة» أمنياته نحو «الطيران» فحام كصقر «بشري» جوي يرسم «خطوط» الاستعراض أمام «منصات» التشريف واستقام في «ميادين» الشرف كفارس مغوار يوزع «بشائر» البطولة في اتجاهات «الوطن» الأربعة ويجني «غنائم» الرجولة في مواجهات «التنافس» الممتعة.
انه رائد الفضاء الاحتياطي السابق العميد طيار متقاعد عبدالمحسن البسام الشهير برحلته الفضائية على متن «مركبة» ديسكفري وأحد ابرز الطيارين المقاتلين في سجلات «القوات» الجوية السعودية..
بوجه قصيمي بحكم «النشأة» وملامح نجدية باحتكام «التنشئة» وملامح صارمة تتقاطر منها سمات «القائد» وتتسطر وسطها صفات «الرائد» وعينين تشعان بالذكاء وتسطعان بالدهاء مع تقاسيم تتماثل مع 6 أٍسرته «العريقة» آل البسام وتتكامل مع أخواله الكرماء «آل السعدي» وكاريزما تتجلى وسطها «دينامية» الضابط وتتعالى فيها «ديناميكية» الطيار وبزة عسكرية يزينها تاج يعكس «الانضباط» و»ثلاث» نجمات توظف «الاعتزاز» وحصيلة تدريبية ومحصلة عسكرية قوامها «سنوات» من الدراسة ومقامها «أعوام» من التدريب ولغة قيادية ومفردات توجيهية وتوجيهات معرفية قضى البسام من عمره عقوداً وهو يملأ «ميادين» البطولات بالمنجزات ويبهج «عناوين» الجولات بالإنجازات طياراً مقاتلاً من الطراز الأول وموجهاً منفرداً من النوع الأمثل..
في «عنيزة» باريس نجد الشهيرة بزف «المنفردين» إلى مواقع المسؤولية ولد علم 1948 في مساء «ربيعي» ملأ انحاء «عشيرته» بتباشير «السعد» ليكون «الابن» البكر الذي فتح «بركة» الخير على «عائلته» وانطلقت «بشائر» الفرح في بيت «البسام» العريق بقدوم ميمون ظل حديث الأسرة وحدث العائلة..
وما أن قضى العام والنصف حتى قرر والده التاجر العصامي حمد البسّام وأخوه علي البسّام بالبحث عن فرص «تجارية» جديدة حيث شدا الرحيل إلى المنطقة الشرقية مع مرحلة «اكتشاف» النفط الأولى. وتفتحت عيناه على «أب» كريم من سلالة اشتهرت بالتجارة وعلى «أم» عظيمة سليلة أسرة تميزت بالتدين فنشأ بين قطبين من «التوجيه» و»الوجاهة» وربى في أحضان «القيم» ونشأ وسط أمان «اليقين»..
ظل البسام يرتقب والده «صغيراً» على عتبة منزلهم «المتواضع « منتظراً حكاياته» المسائية عن صباحات «الكدح» في عمله وقيادته لشاحنة تابعة لشركة «أرامكو» مقتبساً منه «أسرار» الطموح واقتدار «الكفاح»..
ركض البسام مع أقرانه في أحياء «الخبر» العتيقة منهياً «خطواته « البريئة في «متجر» صغير لوالده وعمه حيث يكمل فيه نهاره مراقباً «أحاديث» البسطاء حافظا ً «حكايات» النبلاء مقتنصاً من «وجوه» السائرين ملامح «العفوية» ومن «سلوك» العابرين مطامح «الهوية» حيث ظل يسمع من وجهاء أسرته «تفاصيل» الأمانة في «المتاجرة» و»عناوين» النزاهة في المثابرة ليتشرب أول «فصول» المسالك وأهم «أصول» المدارك..
كبر عبدالمحسن مجللاً بسمعة «عائلته» مكللاً بسعة «مداركه» حيث التحق بمدرسة الخبر الثانية المشهورة بصرامتها في ذلك الوقت كونها أولى المدارس التي بنتها أرامكو وامضى فيها عامه الأول الا أن والده قرر عام 1958 أن يبعثه هو وشقيقه الأصغر سناً «خالد» إلى مصر لمواصلة دراستهما على نفقته الخاصة وطار عبدالمحسن إلى مصر حيث درس في مدرسة «دار الطفل» بالقاهرة مع بعض زملائه السعوديين من أبناء الأسر الميسورة ثم انتقل إلى مدرسة دار التربية في منطقة الدقي. ثم أكمل دراسته المتوسطة في «المدرسة القومية الثانوية» بمصر الجديدة، ثم طغى عليه «الحنين» ليعود إلى الوطن ويكمل المرحلة الثانوية في مدينة الدمام.
التحق البسام بكلبة الملك فيصل الجوية وتخرج منها عام 1972 حاملاً بكالوريوس علوم الطيران وكان «مثالا» للتفاني والتميز والنباغة والشجاعة حيث تم توجيهه للعمل في الطيران القتالي ونظراً لكفاءته تم ابتعاثه إلى أمريكا للتدرب على طائرات (F5) المقاتلة وبرع في دراسته بالغرب وأبهر مدربيه في القواعد الجوية هناك وعاد للوطن وفي قلبه «أدوات» اليقين وفي عقله «مهارات» التمكين وتم تعيينه في قاعدة الظهران الجوية ثم قضت «مصالح» العمل اختيار البسّام للابتعاث مرة أخرى إلى مدرسة معلمي الطيران بقاعدة «راندولف» الجوية الأمريكية بولاية تكساس من أجل دراسة طرق وأساليب تدريس الطيران على المقاتلات الحديثة وقد انتدب بعض الوقت إلى اليمن لتدريب الطيارين اليمنيين وبرع البسام فكان «حديث» رؤسائه حول كفاءته وقدراته ونباهته وإجادته في قيادة الأسراب الجوية والتعامل مع حالات «الطوارئ» والاستطلاعات والضربات والفنون المهارية في الأداء وقد أتم تعليماً دقيقاً في مدرسة الأسلحة والتكتيكات الحربية في قاعدة «ويليام» الجوية بولاية أريزونا الأمريكية.
عمل البسام مدرباً على مقاتلات (F5) من عام 1973 وحتى 1984 حيث تم اختياره ضمن اختيارات دقيقة من وكالة «ناسا» ليكون رائدَ فضاء احتياطي على المكوك الفضائي الأمريكي «ديسكفري» مع الأمير سلطان بن سلمان في مهمة إطلاق القمر الصناعي إلى الفضاء والتي أمضى فيها 7 أيام حيث عاد إلى الأرض مع رفقائه بعد اتمام أهم رحلة فضائية في تاريخ الوطن ثم انتقل للعمل كقائد لجناح التعليم في كلية الملك فيصل الجوية وفي عام 1986 صدر قرار بتعيينه ملحقاً عسكرياً بالسفارة السعودية في بريطانيا وجمهورية إيرلندا وظل فيها حتى أحيل إلى التقاعد في عام 1997.
عقود من العطاء أوفى خلالها البسام بالوعود وأسس فيها الصمود.. ليبقى سيرته «دروساً» تقتضي «الاحتفاء» ومسيرته «نبراس» يضيء بالوفاء..
يقيم البسام في «الذاكرة» المشرقة التي أضاءت «مشاعل» المكانة في «مسارب» التنافس وأِشعلت «إضاءات» المتانة في «مشارب» التفوق.
عبدالمحسن البسام «الفضائي» المغوار والطيار الهمام الذي صنع اسمه بواقع «العز» ووقع «الاعتزاز» من «أعماق» الانتماء إلى «آفاق» النماء.