هناك صفات حميدة يحثنا عليها ديننا الحنيف لأنها تهذِّب النفس البشرية، ومن هذه الصفات صفة عظيمة وأجرها عظيم في الدنيا والآخرة، وهي صفة الصبر، وقد وردت العديد من الأدلة الشرعية سواء في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة، التي تحث على خلق الصبر وتذكر أهميته وفوائده على الإنسان، ويتجلّى ذلك في قول الله جلَّ وعلا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}. وقال تعالى {وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ}.
وفي الحديث الشريف: (إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالَى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمن رضِي فله الرِّضا ومن سخِط فله السُّخطُ)، وفي حديث آخر قال صلى الله عليه وسلم (ما يكون عِندَي من خيرٍ فلن أدَّخِرَهُ عنكم، ومن يستعْفِفْ يُعِفّهُ اللهُ، ومَن يَستَغنِ يُغنِهِ اللهُ، ومَن يتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأوسعَ مِنَ الصَّبرِ).
وفي تعريف الصبر هو الصمود المستمر على الأشياء المؤلمة نفسياً وتحملها بروح عالية ونفس طيبة دون إظهار ملامح الاستياء والانفعال على الوجه بحيث لا تكون مرئية أو محسوسة من قبل الآخرين وهو واجب عند حدوث الأقدار والمصاعب في الحياة التي تواجه الإنسان في حياته لأن كل شيء مكتوب للإنسان في هذه الحياة من ولادته حتى وفاته فلذا يجب أن يذلل الإنسان نفسه على الصبر والصبر الممدوحَ أن يكونَ للنفسِ غلوباً، وللأمورِ محتملاً، وفي الضراء متجملاً، و لنفسهِ عند الرأي والحفاظِ مرتبطاً وللحزمِ مؤثراً، وللهوى تاركاً، وللمشقةِ التي يرجو حسن عاقبتها مستخفاً، وعلى مجاهدةِ الأهواء والشهواتِ مواظباً، ولبصيرتهِ بعزمهِ منفذاً. ومن يتحلَّى بالصبر يجد راحة نفسيّة في تقبّل جميع المصاعب والعقبات التي قد تواجهه في حياته جعلنا الله وإياكم من الصابرين المحتسبين الأجر من الله جلَّ وعلا، والله الموفّق.