أ.د.عثمان بن صالح العامر
بأبي هو وأمي عليه الصلاة والسلام، حبه فريضة، بل من كمال الإيمان أن يحبه المسلم أحب من نفسه وولده والناس أجمعين، ولذا لا عجب أن تكون ردة فعل العالم الإسلامي شعوبًا وحكومات، أفرادًا وجماعات على أي إساءة تصدر من كائنًا من كان ردة فعل قوية، فهو من أخرج الله به البشرية من الظلمات إلى النور، بعثه خالقه بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة، أرسله ربه رحمةً للعالمين أجمع، ولم يمت إلا وقد بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
- لقد أسيئ له عليه الصلاة والسلام وأوذي من قِبل كفار مكة، وهل هناك أشد من أن يخرج من داره ويطرد من أرضه (مكة) هو ومن أمن به، وهل أشد من أن يُؤذى بجسده ونفسه وأهله، ويتنكر لما جاء به من وحي، ومع ذلك لما فتح مكة، وصاروا في قبضته وبين يديه، قال لهم كما تحكي السير: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
- ومن منا لا يذكر ما فعل به عليه الصلاة والسلام من ابن عبد ياليل بن عبد كلال، ومع ذلك يقول لملك الجبال الذي جاء بأمر من الله وهو يقول له: (إن شئتَ أن أُطْبِقَ عليهِمُ الأخشبَينِ فعلتُ)، فيرد عليه الصلاة والسلام: (بل أرجو أن يُخْرِجَ اللَّهُ مِن أصلابِهِم مَن يعبدُ اللَّهَ، لا يشرِكُ بِهِ شيئًا).
- ومما صح من الأحاديث أن اليهود الذين كانوا يؤذونه ويسبونه ويسيئون إليه كانوا يتعاطسون عنده عليه الصلاة والسلام يرجون أن يقولَ لهم يرحمُكم اللهُ فيقولُ يهديكم اللهُ ويُصلِحُ بالَكم) يدعو لهم وهم بنص القرآن الكريم أعداء لهذا الدين، منكرون لمحمد ورسالته.
- إن حبًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوجب علينا نحن المسلمين أن نقتدي به، ونتمثل منهجه في الحياة، ونربي ذرياتنا على سنته، وندافع ونكافح ونناضل ضد كل من يتنكر لها، ولذلك فإن الإساءة لرسولنا عليه الصلاة والسلام قد نقترفها نحن من حيث لا نشعر، سواء في إنكار شيء صحيح جاء منه عليه الصلاة والسلام سواء أكان قولاً أو فعلاً أو تقريرًا أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة، أو في الاستهزاء بمن يلتزم بسنته ويقتفي أثره، أو في التقليل من شأن شيء مما جاء به لمعارضة الواقع الحياتي له. ومعلوم أن ما صح سندًا ومتنًا وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات وهو مسكوت عنه فهو وحي (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي) صلوات ربي وسلامه عليه في هذا اليوم المبارك الذي أمرنا أن نكثر الصلاة والسلام عليه فيه (أَكثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ يومِ الجمعةِ وليلةِ الجمعةِ فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ قالوا كيفَ تعرضُ صلاتنا عليْكَ وقد أرَّمتَ يعني بليت. قالَ إنَّ اللَّهَ حرَّمَ على الأرضِ أن تأْكلَ أجسادَ الأنبياءِ)، وإلى لقاء والسلام.