أحمد المغلوث
ظلت الأحساء ومنذ القدم الملهمة للمدن الأخرى في الخليج. بل عندما كان الإسكندر الأكبر يفكر ويحلم في غزو «جزيرة العرب» حلمه الدائم والكبير بعد توسعه شرقاً واحتلاله العديد من الدول. كان يسمع بما تميزت به جزيرة العرب من صناعات ومن بخورها وطيبها ومنسوجاتها وحتى حاصلاتها الزراعية الثمينة. فلم يتردد أن بعث بجواسيسه ليكتشفوا سواحلها والمرافئ المنتشرة فيها استعداداً لكي ترسو أساطيله فيها ويبني بين ربوعها قلاعاً محصنة.
وحسب ما تشير إليه كتب التاريخ عن ذلك أنه بعث بعثات مختلفة استطلاعية واستكشافية لجمع المعلومات التي يحتاجها في تحقيق أحلامه وتطلعاته المختلفة. واتخذ بابل مركزاً لانطلاق بعثاته. وممن أرسلهم الإسكندر في هذه المهمة الهامة القائد البحري الشهير «ارشياس» وكلفه بالانطلاق عبر الخليج لمعرفة المزيد فبلغ هذا القائد جزيرة «تيلوس» البحرين والتي كان اسم البحرين يطلق على مختلف المناطق التي تقع شرق جزيرة العرب «الأحساء» أو هجر.. وقد عاد هذا القائد فأخبر الإسكندر بما شاهده وما حصل عليه من معلومات وما يحتاجه الإسكندر لتحقيق حلمه ورغباته التوسعية المختلفة..
من هنا نكتشف أهمية المعلومات والمشاهدة المباشرة لخدمة مختلف الأهداف التي تحقق الأفضل هكذا كان في الماضي. واليوم تطورت العملية الاستكشافية والبحثية والدراسية التي تهتم بوضع الخطط والدراسات ورسم المخططات الهندسية من أجل تنمية أفضل. لقد سعد أبناء الأحساء وغير الأحساء وهم يعيدون تلك التغريدة التي وثَّقت قيام صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء بجولة جوية من خلال طائرة خاصة ليشاهد مع مرافقيه الكرام الأحساء هذه الواحة المترامية الأطراف والتي تعتبر ومنذ القدم أكبر واحة في الجزيرة العربية كما أشار إليها المؤرخون والمستكشفون والرحالة العرب والأجانب.
ولاشك بعد هذا أن جولة سمو الأمير سعود الفضائية على ربوع الأحساء التاريخ والحضارة والتنمية في هذا العهد المزدهر بالعمل والإنجاز في كل مكان في مملكتنا العظمى يشكل إطلالة حية ومباشرة عما شاهده سموه من مشاهد تسر الناظرين. وتحتاج في ذات الوقت لمزيد من التطوير والفعل والعمل فالأحساء بمدنها وبلداتها وقراها ومراكزها المتناثرة هنا وهناك هي بحاجة ماسة لمثل هذه الجولة التي باتت حديث أهالي الأحساء وغير الأحساء.
والحمد لله جميعنا يعلم أن قياداتنا المختلفة وفي مختلف المناطق والمحافظات وبناءً على توجيهات قيادتنا الحكيمة يوجوهون كافة المسؤولين للأخذ بالاعتبار على أهمية الاستئناس بآراء كتاب الرأي والمواطنين أكان ذلك من خلال الكتابة في الصحف والمجلات أو عبر الإعلام الجديد ووسائله المختلفة والتي تعكس ما تحتاجه مدننا من مشاريع أو خدمات أو حتى الاستماع إليهم عبر المجالس الأسبوعية أو الشهرية. خطوات هامة في طريق النجاح لتحقيق كل ما من شأنه أن يخدم الوطن والمواطن على حد سواء. وما أروع أن يلتقي أمير المنطقة بمواطنيه يتلمس منهم وبصورة مباشرة همومهم ومشاكلهم إذا وجدت ليسارع للعمل على معالجتها فوراً.. وماذا بعد لقد كنت مدعواً في حفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير الشرقية في «اثنينيته» المتميزة والتي كرَّم فيها صاحب السمو الأمير بدر محافظ الأحساء السابق وبحضور نائبه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد. وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن طلال محافظ الأحساء و(ارتجل الأمير سعود كعادته كلمة معبرة ودّع فيها المحافظ السابق ورحّب فيها بالجديد. وأشار إلى أهمية الأحساء واهتمام قيادتنا الحكيمة بها وتمنى للأمير سعود أن يعينه الله على مسؤولياته الجديدة ومع وجود هيئة تطوير الأحساء)أ. هـ.
هذا ومازال أبناء الأحساء حتى اليوم يشعرون بتفاؤل وسعادة كبرى بأميرهم الجديد. وهيئة الأحساء للتطوير.