أ.د.عثمان بن صالح العامر
كلنا يعرف أهمية الصلاة في الإسلام، وضرورة إقامتها في وقتها المحدد شرعا للرجال والنساء على حد سواء، متى لم يكن ثمة عذر شرعي، أو رخصة معلومة من الدين بالضرورة، ونعلم كذلك أن من أضيق الأوقات وقت صلاة المغرب، ومع السماح للمرأة بقيادة السيارة، واتساع مدننا، وكثرة تنقلاتنا، وتباعد مساكننا، وضيق أوقاتنا، ولأن غالبية الحركة خاصة في فصل الصيف تكون قبيل المغرب بقليل حيث تخف حرارة الشمس الحارقة، فإنني أعرض في هذا المقال مبادرة نوعية تستحق - في نظري - الالتفات لها، والاهتمام بها، ألا وهي (فتح مصليات النساء في جميع الجوامع والمساجد خاصة ما كان منها على الطرقات الطويلة والشوارع الرئيسة أو قريب)، واتاحتها لإقامة الصلاة بها، بعد تنظيفها وتهيئتها لأداء هذا الركن العظيم، وتوجيه القائمين على شئون المساجد بوجوب المتابعة والاهتمام، إذ إن جل هذه المصليات لا تفتح إلا في رمضان، أو أنها تكون مرقداً للعمالة حين تكون الظهيرة، وتصل درجة الحرارة نحو الأربعين وربما يزيد.
بصدق دفعني لكتابة هذا المقال ثلاثة مشاهد مرت بي أو أنها جرت عليّ شخصياً:
- امرأة أوقفت سيارتها قريب من محل تجاري وصارت تصلي على الأرض، والمسجد الذي أعرف أن فيه مصلى نساء لا يبعد عنها سوى دقائق.
- وأخرى أوقفت سيارتها بجوار المسجد الذي في حينا، ونزل طفلها الذي لا يتجاوز عمره ثماني سنوات حسب ظني، ليصلى جماعة مع الناس، وبقيت هي تنتظره حتى خرج، وربما لو كان هناك مكان معد للصلاة لنزلت هي كذلك وصلت فرضها في وقته.
- أما المشهد الثالث فقد حدث لي شخصياً، إذ كنت في جدة أنا وعائلتي، وحل وقت صلاة المغرب، ودخلت وسط الحي أنشد مسجداً نصلي فيه، وبعد أن عثرت على مبتغاي، بحثت في جنبات المكان عن مصلى النساء، وإذ به في زاوية قصية، ومكتوب عليه بخط جميل (مصلى النساء) وبجواره (دورات مياه خاصة للنساء) ولكن للأسف كلاهما (مغلق)، الأمر الذي اضطرني إلى أن أصلي مع الجماعة والأهل افترشوا سجادة في إحدى زوايا المسجد الخارجية وأدوا الصلاة أمام المارة.
- قد يقول قائل، وليكن، فالأرض لنا مسجد وطهور، والمرأة تصلى منفردة وفي أي مكان، ومع أن هذا كلام منطقي إلا أن الطرقات والشوارع مزدحمة، والأرض حارة، وقد تحتاج المرأة لتجديد الوضوء، فضلاً عن أن الصلاة في المصلى المخصص لأداء هذه الشعيرة العظيمة أدعى للخشوع والراحة والطمأنينة، ومصليات النساء موجودة في جل مساجدنا بفضل الله ومنه، ولذا كان هذا الطرح لهذا الموضوع الذي يمكن أن يصاغ كمبادرة جميلة تأطرها وتتبناها وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بمعالي وزيرها فضيلة الشيخ الجليل، الدكتور: عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ المتميز بحق، المعروف عنه فتح قنوات التواصل مع الجميع، والترحيب بكل ما من شأنه تحقيق المصلحة العامة، وخدمة الوطن والوفاء بمتطلبات المواطن والمقيم والزائر لهذا الوطن المعطاء المملكة العربية السعودية، ودمت عزيزاً يا وطني.. وإلى لقاء والسلام.