د.عبدالحفيظ عبدالرحيم محبوب
فشلت الدول الغربية في تفكيك أوبك بلس بقيادة السعودية وروسيا، وليست هناك موانع أن تنضم السعودية إلى مجموعة بريكس بلس، خصوصاً بعد تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في مؤتمر دافوس السنوي لهذا العام 2022 من أن السعودية تعزِّز شراكاتها مع الصين التجارية ومع الولايات المتحدة الأمنية، وهي رسالة أن السعودية شريكة للجميع، وهناك مسؤول روسي فيكتور كلادوف الذي يقود التعاون الدولي والسياسة الإقليمية صرح بأن السعودية لم تعد مهتمة بالحصول على نظام الدفاع الروسي S-400 كصفقة بديلة لسلاح أمريكي، حيث تقوم شركة لوكهيد مارتن التي تنتج صواريخ ثاد، التي أكدت لصحيفة ديفينس نيوز إنه من المتوقع أن يتم تسليم أول صواريخ اعتراضية للسعودية في عام 2023 وأن تكتمل الصفقة بحلول عام 2027، حيث يتم تصنيع أجزاء من منظومة صواريخ ثاد محلياً وبعض سلاسل توريد باتريوت، بالإضافة إلى تصنيع حاويات الصواريخ محلياً من أجل رفع مستوى الجاهزية العسكرية والأمنية لمنظومة الدفاع.
يجب ألا يفهم أن السعودية التحول التام في التحالف السياسي أو الأمني أو كليهما الذي يسمى بالاصطفاف الإستراتيجي، فأيضاً السعودية تعزِّز من شراكاتها الاقتصادية مع بريطانية، ومع كل الدول التي من الممكن إقامة شركات اقتصادية معها، لما تتمتع به السعودية من مقومات جيوستراتيجية ككتلة إستراتيجية كقيمة مضافة، يشكل الاقتصاد العنصر الأهم فيها لمجموعة بريكس بلس، أي تتجه السعودية نحو إعادة توازن اقتصادي Economic Rebalance يسهم في تحقيق إعادة توازن جيوستراتيجي داخل منطقة الشرق الأوسط عبر إيجاد تحالفات وشراكات اقتصادية مع دول اقتصادية صاعدة خارج الإقليم، وخصوصاً أن دول مجلس التعاون الخليجي ودول الشرق الأوسط تعاني من تبعات عدم استقرار كما في العراق وسوريا ولبنان والسودان، من أجل الانطلاق في مشاريع كبرى لتحقيق مكاسب جيوسياسية التي تساهم أيضاً في تحقيق الأمن الإقليمي، حيث من المنتظر زيارة الرئيس الصيني في منتصف يونيو 2022 إلى السعودية قبل زيارة الرئيس بايدن المرتقبة إلى السعودية في نهاية يونيو 2022، تسبقهما زيارة لافروف وزير خارجية روسيا.
تشكلت دول البريكس في عام 2009 من خمس دول الصين وروسيا والهند والبرازيل ثم انضمت جنوب إفريقيا في 2010، وشكلت هذه الدول 40 في المائة من سكان العالم، ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي نحو 23.5 تريليون دولار من أصل ناتج إجمالي عالمي في 2021 نحو 94.94 تريليون دولار، فيما يبلغ إجمالي ناتج مجموعة السبع نحو 40.94 تريليون دولار، ويبلغ ناتج مجموعة العشرين نحو 74.74 تريليون دولار، فيما يبلغ ناتج الآسيان 2.4 تريليون دولار، وهي سابع تكتل اقتصادي تأتي بعد ناتج دول مجلس التعاون الخليجي البالغ نحو 2.6 تريليون دولار باعتباره سادس أكبر تكتل اقتصادي.
ساهمت منظمة بريكس بشكل كبير في إرساء أسس الاقتصاد العالمي وإعادته إلى جادة النمو، وتحقيق فوائد ملموسة لأكثر من 3 مليارات نسمة، ارتفع الناتج المحلي الإجمالي خلال عقد بنسبة 179 في المائة، في حين ارتفعت التجارة بنسبة 94 في المائة، وهي تمارس نفوذاً إقليمياً وعالمياً كبيراً.
ومن المتوقع أن تنافس هذه الدول بحلول عام 2050 اقتصاد أغنى الدول في العالم حالياً، بحسب مجموعة غولدمان ساكس البنكية العالمية، وتعتبر السعودية دولة مؤثرة، ستسمح للمنظمة بأن تصبح أقوى وأكثر اتحاداً، ويمكن أن يكون لها دور إيجابي في معالجة الشؤون الدولية، وتعويض الأثر السلبي لمحاولة بعض الدول تكثيف المواجهة الجيوسياسية، وعكس العولمة من خلال تشكيل تكتلات سياسية.
تعتبر الصين انضمام السعودية على بقاء المنظمة قوية بين المجموعات الدولية المختلفة، ويساعد على تعميق التعاون مع الأسواق الناشئة والبلدان النامية الأخرى، حيث من المقترح دخول دول إلى جانب السعودية الأرجنتين ومصر وإندونيسيا وكازخستان ونيجيريا والإمارات والسنغال وتايلاند.
ونقل موقع Tele sur عن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف خلال مقابلة له مع RT Arabic إن المملكة العربية السعودية والأرجنتين تظهران اهتماما بأنشطة بريكس، وأظهرت السعودية والأرجنتين اهتماماً بمجموعة بريكس وعبروا عن رغبتهم في أن يكونوا أعضاء كاملي العضوية في المنظمة، وأكد في لقائه أن هذه عمليات بناء تحالفات هادفة وإيجابية وغير معادية، لا تستهدف أي دولة.