عمر إبراهيم الرشيد
مداخل المدن وجوهها، والوجه مفتاح الشخصية وأول ما ينظر إليه ومنه يكون الانطباع والشعور. وإنك لتعجب حين ترى شوارع الرياض بفخامتها واتساعها ونظافتها منافسة بذلك مدناً عالمية كبرى، بينما مداخلها تشوهها مخلفات البناء على جانبي الطريق، مشكلة تلوثاً بيئياً وبصرياً تراكم على مر السنين، رغم ضخامة الإنجازات والتحول الذي طال العاصمة في التخطيط والعمران، سواء من قبل أمانتها أو الهيئة العليا لتطوير الرياض والتي تحولت إلى الهيئة الملكية وهي من أتوجه إليها تحديداً بحديثي هذا، فعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم وهي أقدر من غيرها من القطاعات على معالجة مثل هذه القضية، كونها مسألة حضارية والمملكة قد بدأت منذ انطلاق الرؤية بايلاء السياحة اهتمامها، ولا أظن أن استمرار وضع مداخل العاصمة بهذه الصورة يخدم قطاع السياحة عدا عن صحة البيئة. وحقيقة ليس هذا مقالي الأول عن هذه القضية فسبق أن كتبت عنها أكثر من مرة، ولدي تساؤل عما أخشى أنه سبب إهمال تلك النفايات العمرانية، فهل السبب إلقاء مسئولية معالجة تلك النفايات بين القطاعات الحكومية بعضها على بعض؟. فإن كان الأمر كذلك فإن الهيئة الملكية بما لها من صلاحيات واستقلال إداري ومالي قادرة على معالجة هذه القضية المزمنة، فالوقت والأعوام تجري ولا نرى هذه النفايات إلا في ازدياد، مشوهة وجه العاصمة مقابل وجوه زوارها فكيف يا ترى هي انطباعاتهم؟!.
ومسألة أخرى أود الحديث عنها، ألا وهي استمرار فتح المحلات التجارية الخدمية إلى ما بعد العاشرة أو حتى منتصف الليل لكثير منها، وهو حديث قديم جديد سواء لي أو لزملاء وزميلات القلم في كافة الصحف. وتعلم الأمانة والهيئة الملكية الموقرة تأثير تأخر عمل هذه الآلاف من المحلات على الحركة المرورية والبشرية والضوضاء والتلوث البصري والبيئي. وأعلم أن المقاهي والمطاعم مستثناه، فأعدادها المتعاظمة يوماً بعد يوم في مدن المملكة وبلداتها، جعلها تتأخر إلى ساعات الصباح الأولى. فهل نرى من الهيئة الموقرة تحركاً لتنظيم هذه المسألة، والأمر كذلك ينطبق على باقي المدن والبلدات في المملكة، إلى اللقاء.