صيغة الشمري
كثيرٌ من الناس يهتم بصحته الجسدية وتنمية عضلات جسمه وانتقاء الغذاء الذي يتناوله بحرص شديد أن يكون مفيدًا وصحيًا ويذهب بعض النساء إلى دفع مبالغ طائلة لتجميل الجسد حتى يبدو ذا جمال لافت، للحفاظ على صحة الجسد يقوم أغلب الناس بعمل فحوص دورية لجميع أعضاء الجسم للتأكد من سلامته، وعدم وجود مؤشرات لمرض في المستقبل، لكن أغلبنا لا يهتم بصحة جسده النفسي، وهو في الحقيقة بأهمية صحة الجسد نفسه إن لم يكن أهم، من منّا يقوم بفحوص دورية للتأكد من سلامة جسده النفساني، الجواب أكاد أجزم بأنه لا يوجد أحد وإن وجد هذا الشخص فهو يستحق أن يدخل كتاب جينيس كونه الوحيد الذي يفحص وضعه النفساني للتأكد من عدم وجود أمراض نفسية لا يعلم عنها شيئًا قد تدمر حياته، جميعنا نعلم خطورة الصحة النفسية وأهمية سلامتها لكننا لا نوليها أي اهتمام، وهي التي تؤثر في حياتنا بشكل يفوق صحة الجسد آلاف المرات، الأدهى والأمر بأنه ثابت كحقيقة علمية بأن أغلب أمراض الجسد بدايتها من مرض نفسي، كم تمنيت من وزارة الصحة أن تطلق المزيد من حملات التوعية لمساعدة الناس في تجاوز ثقافة العيب والخوف من أن يذهب الإنسان لعيادة نفسية تساعده في تجاوز أزماته وتُسهم في تحقيق نجاحه الخاص في الحياة، كثيرٌ من العلاقات الزوجية يمكن أن تكون سعيدة جدًا لو أن الزوجين كانا في صحة نفسية قوية، كثيرٌ من الموظفين ممكن أن يكون موظفًا ناجحًا لو اهتم بصحته النفسية ليتجاوز بعض الضغوط التي قد يواجهها في العمل، ثقافة العيب من وجود مرض نفسي يجب أن يجد مجتمعنا لها حلاً ويجب أن نتساعد في تجاوزها مثل المجتمعات الأخرى، والبعض تجاوز كونها عيبًا لكنه لا يرى لها أهمية تُذكر، الحل -من وجهة نظري- بكثرة حملات التوعية بأهمية صحة الإنسان النفسية، كم من إنسان محروم من أن يعيش سعيدًا في الحياة نتيجة مرض نفسي بسيط يتعافى منه بعلاج بسيط خلال أيام معدودة بدلاً من أن يتركه يتفاقم حتى يذهب به لحالة أصعب وأخطر، صحتك النفسية أهم بكثير من صحة جسدك لأنها مثل الجدار الذي يحجب عنك العواصف فسارع أن تحافظ عليه قبل أن يسقط لا سمح الله.