رغم أن الأستاذ تركي الضبعان أوفى بوعده الذي قطعه على نفسه للجماهير الحتماوية محبي نادي الطائي, حينما ذكر ( ربما نغير بوصلة الدوري ), وانتصر على الاتحاد المتصدر وعطّل مسيرته, واستفاد الطائي بهذا الانتصار بتأمين موقفه من صراع الهبوط, إلا أنه في ذات الوقت لم يحدد اتجاه بوصلة اللقب إلى أي اتجاه تتوجه, فلازال الاتحاد متصدراً بفارق الأهداف, وحظوظ الهلال والاتحاد متساوية, وإن كانت مهمة الاتحاد أقل صعوبة من الهلال, إلا أن كل السيناريوهات مفتوحة وكل الاحتمالات قائمة.
نعم انتصر الهلال على منافسيه من الأندية الجماهيرية بعد العودة من بطولة أندية العالم وتصفيات دوري أبطال آسيا, ولكنه في ذات الوقت تعثر أمام الفيحاء في الدوري, وخسر كأس الملك أمام نفس الخصم, ثم عاد لنغمة الانتصارات, وأكثر مايخيف الهلاليين هو فترة التوقف القادمة ومشاركة لاعبية المحليين والأجانب في معسكرات قد تتسبب في خسارة أي لاعب لا سمح الله, وهذه الفترة قد يكون لها أثر غير مباشر على أداء المتنافسين الاتحاد والهلال, لذلك على الهلاليين أن يتعاملوا مع الفترة القادمة نفسياً وذهنياً أكثر من أي أمر آخر, خصوصاً أن الفتح والفيصلي لهما مواقف مع الهلال, وقد يساهما في إعادة اتجاه البوصلة للاتحاد.
الجولتان 27 و 28 ضيقتا الخناق على المتصدر, وعلى الهاربين من صراع الهبوط, وأضفت تنافسية أكبر للدوري الأقوى قارياً وإقليمياً، هذه التنافسية تزيد من الإثارة وتصنع الجماهيرية, وتستقطب رؤوس الأموال, وتجلب الرعاة, وتزيد من نسب المشاهدة, وترفع الدخل, وهذه بلاشك تحسب لأنديتنا والاتحاد السعودي لكرة القدم.
وبما أن الحديث عن صراع الهبوط, فلا يمكن تجاوز الحال الذي وصل له النادي الأهلي الذي يعتبر ركناً أساسياً من أركان كرة القدم السعودية, فما يحدث له مؤسف ولايليق بجماهيره ومحبيه, وبما أن الإدارة الحالية تسلمت زمام الفريق وهو يئن من مشاكل إدارية, وفنية, وقضايا مالية, إلا أنها تحاول وحدها دون مساعدات شرفية وتحت ضغوطات جماهيرية, وانقسامات وتحزبات إعلامية أن تُسير الفريق بدون أي أضرار, ولعل المستوى المميز الذي ظهر به الفريق في لقاء النصر, لولا سوء الصافرة المحلية التي أدارت اللقاء لكانت الثلاث نقاط في رصيد الفريق يعطي انطباعاً إيجابياً ومطمئناً في الجولتين المتبقيتين.
لازالت الكرة في ملعب الاتحاد السعودي لكرة القدم ومسؤولي الأندية التي تبحث عن المنافسة على اللقب, والأندية التي تتصارع على الهبوط أن تتقدم بطلب الحكام الأجانب في الجولتين المتبقيتين, فماحدث سابقاً ويتكرر حالياً لايمكن قبوله في جولات الحسم, وحينها ستكون إدارات هذه الأندية شريكة في فقدان لقب أو هبوط فريق بأخطاء التحكيم المحلي ولن ينفع بعدها الندم!
( رصاصات )
«حالة الفرح التي يعيشها المدرج الهلالي الآن طبيعية عطفاً على السيناريو الذي اختتمت به الجولتان الأخيرتان, ولكن هناك ضغوطات انتقلت وتنتقل تدريجياً من المعسكر الاتحادي إلى المعسكر الهلالي إدارة ولاعبين وجماهير متى ماتساهلوا معها ولم يلتفتوا لها ستؤثر على اللاعبين وستنعكس سلباً عليهم بعد فترة التوقف.
«أياً كانت النتائج في الجولتين الأخيرتين مؤمن إيماناً تاماً أن كلا الفريقين الهلال والاتحاد هما بطلا هذه المسابقة تاريخياً وهما بطلا هذا الموسم وسنبارك للفائز.
«الهلال أمام فرصة تاريخية لاتتكرر دائماً, وهي تسجيل رقم جديد بتحقيق البطولة الثامنة عشرة في تاريخه والثامنة منذ بداية دوري المحترفين عام 2008 والثالثة على التوالي خلال آخر ثلاثة مواسم.
«تبقى للهلال (الفتح والفيصلي) فريقان أكثر قوة وضراوة من منافسي الاتحاد (الاتفاق والباطن) وإذا ما أراد لاعبو الهلال أن يصالحوا جماهيرهم فلديهم هذه الفرصة السانحة ولدى مدربهم الفرصة لتوقيع عقد تجديد الثقة والاستمرار.
«الصمت الإداري إعلامياً نقطة تحسب لإدارة الهلال في عديد من القضايا التي يدور رحاها في أروقة الاتحاد السعودي, وتحديداً من لجان اتحاد القدم, ورغم ذلك التركيز الذي نراه منها داخل الملعب, والذي أراح المدرج الهلالي سيكون أكثر اطمئناناً فيما إذا كان هذا التركيز سيثمر عن نجاح في الملعب وفي المكتب قانونياً.
(ركزة)
الثقة بالنفس هي روح البطولة ولكن الثقة المفرطة تجلب المخاطر
** **
- بسام اللحياني
@bassamh02