الثقافية - كتب:
صدر عن مركز الأدب العربي للنشر والتوزيع، كتاب حديث بعنوان «الخط الوردي» وبعنوان فرعي «بوصلة المرأة في سوق العمل»، من تأليف الشيخة نورة بنت خليفة آل خليفة. يدور الكتاب الواقع في 141 صفحة، حول تقديم خط عملي لحل المشكلات الملموسة التي تعاني منها المرأة ولا تستطيع البوح بها في بيئة العمل. وعن سبب اختيار اللون الودي، تقول الكاتبة «إن اللون الوردي لون أنثوي، يحمل طاقة أنثوية، لذلك أحببت أن تكون القواعد التي يجب اتباعها وردية، عانينا كثيرًا من الخطوط الحمراء وحان الوقت لنرسم خطوطنا بأيدينا ونلونها بألوان تناسبنا ونختار منها ما يناسبنا لنبدأ حياة عملية وردية غير قابلة للكسر».
تشرح الكاتبة باختصار تعرض المرأة عبر التاريخ للكثير من الظلم والاحتقار والعنف ولم تنصفها الكثير من الأعراف الاجتماعية والعادات، وتظل النصوص القانونية في بعض الظروف قاصرة عن حمايتها، مما يساهم في تهميش دورها وتعزيز النظام الذكوري والتمييز بين الجنسين واستدامة النظرة الدونية لها على مر العصور. وفي العصر الحالي تشير الكاتبة إلى اكتظاظ وسائل الاعلام بنماذج تساهم في تسليع الأنثى، وتشكيل أفكار مشوهة عنها عبر ممارسات فردية مشبوهة ومقززة معززة النظرة الدونية للأنثى ومساهمة باستغلالها البشع تحت مسميات سامية كالحرية والمساواة لكنها بالمقابل هناك الكثيرات التي يعملن لساعات طوال بصمت بعيدا عن الإعلانات وتريندات العالم الافتراضي.
ويطرح الكتاب قضية التحرش وأنواعه ويعرفه على أنه حالة مرضية، موجودة وشائعة جدا في كل المجتمعات باختلاف النسب والقوانين الرادعة لها. وينصح الضحية أن تتذكر دوما أن المتحرش هو معتد تجاوز حدوده، وحاول الاعتداء على خطوطها الوردية، وأنه يستحق العقاب. وألا تفكر ابدا بإلقاء اللوم على نفسها. التعامل الخاطئ مع التحرش ورد فعل الضحية والمجتمع المحافظ أكثر سوءا وخطرا من التحرش نفسه، كما تؤكد الكاتبة. «وحده الاصغاء الجيد وضبط الأعصاب والتفكير الهادئ وتقديم الدعم اللازم للضحية، وعدم القاء أي نوع من اللوم والمسؤولية عليها خصوصا إذا كان المتحرش من الأقارب» يساعد كثيرا على التعافي. وفي سياق التحصين الوقائي للتعرض للتحرش، ينصح الكتاب تنبيه الانثى من الصغر وتوعيتها لمفهوم التحرش. من حق الأنثى في عملها فرض مساحة شخصية آمنة حولها، لذلك فإن أي قول أو فعل أو إشارة أو ايحاء ذات مدلول جنسي قد تصدر من شخص تستوجب عقوبة رادعة. يحاول الكتاب مصارحة المرأة العاملة بأنها ستواجه صعوبات كثيرة، لكنه بالوقت نفسه يسلحها بوسائل الظفر والوقاية في هذا الميدان.
تم تسمية كل قاعدة في هذا الكتاب بالقواعد الوردية والخطوط الوردية التي يجب اتباعها في مسيرة المرأة المهنية، مشيرًا إلى ثلاثة أنواع من الخطوط الوردية وهي:
الخط الوردي الفاتح، وهو خط الرفض حين نقول (لا) كعلامة للرفض على ما يقوله الآخر بطريقة لطيفة.
الخط الوردي الغامق، وهو خط الرفض الثاني حينما لم تتم الاستجابة لكِ يمكنك رفض الفعل من خلال رد شديد اللهجة.
الخط الوردي الفوشي، في حال عدم الاستجابة أو التمادي يتم تحذير الشخص بأنه سيتم الإبلاغ عن هذا التصرف المؤذي.
هذه ليست دعوة للعنف كما يؤكد الكتاب، ولا من قبيل التحريض عليه، بل مزهرية من خطوط وردية تقدمها الكاتبة كي تضعها المرأة العاملة على طاولة صغيرة قبل الخروج من منزلها، لتذكرها بما يجب عليها لحماية كيانها. أن تكوني رائدة في مجالك، وتقاتلين لتشقي طريقك إلى سوق العمل، لا يعني بالطبع تشبهك بصفات ذكورية لتثبتي لنفسك أنك تستحقين ذلك المكان الذي تشغلينه. تذكري أنك الأم التي تنجب الذكور، وتربيهم، وتعلمهم.
يطرح هذا الكتاب بخطوطه الوردية المتفاوتة الدرجة نفسه دليلا، ومرشدا ومجيبا على الكثير من تساؤلات، المرأة العاملة ومعينا لها للوصول إلى سوق العمل بأمان واثقة فعمل المرأة يسهم في الاستقرار الأسري، وإرساء روح التعاون وبث الأمان في قلوب الأطفال. ويمنحها فرصة التعبير عن قدراتها وشخصيتها وطموحها وإشباع حاجتها لتحقيق ذاتها.
من هذا المنطلق، يمكن أن يكون هذا الكتاب دليلا لأي فتاة أو سيدة تبدأ مشوارها المهني لإعطائها بعض النصح لتتميز وتحافظ على استقرارها الوظيفي بدون عائق يمنعها من النجاح. يتفرع الكتاب إلى إهداء ومقدمة وتسعة فصول:
الفصل الأول: قواعد وأنواع الخطوط.
الفصل الثاني: الخط الوردي والروح.
الفصل الثالث: الخط الوردي والمراقبة.
الفصل الرابع: الخط الوردي ولغة الجسد.
الفصل الخامس: الخط الوردي في التعامل مع الّشخصيات.
الفصل السادس: الخط الوردي للعلاقات في العمل.
الفصل السابع: اختبار الخطوط الوردية.
الفصل الثامن: الخط الوردي المكسور.
الفصل التاسع: الخط الوردي والمظهر.
ثم نصائح عامة:
ومن أجواء الكتاب: «تحصين الروح من أصعب أنواع التحصينات، لأن الخط الوردي خفي بينك وبين خالقك، وهو أعلى درجات العفة عندما تنبع من الداخل، لكي تكوني هدفًا صعبًا لتلك النفوس الضعيفة».
يذكر أن الشيخة نورة بنت خليفة هي رائدة أعمال تترأس مجموعة شركات في البحرين والإمارات، حاصلة على درجة الماجستير في الإعلام والعلاقات العامة من الجامعة الأهلية، وبكالوريوس من جامعة نيويورك للتكنولوجيا، ويعد «الخط الوردي» الكتاب الأول لها.