«الجزيرة» - الثقافية:
أصدر الزميل عبده الأسمري كتاب: «بصائر ومصائر»، ويضم هذا الكتاب مقدمة وخاتمة اثنين وأربعين موضوعًا، وصدر عن دار الثقافة بالشارقة, ويتضمن الكتاب موضوعات فلسفية ومعرفية, وجاء الكتاب منفرداً في موضوعات فلسفية ومعرفية وثقافية وأدبية وشمل 175صفحة من القطع المتوسط ليشمل موضوعات مختلفة في الفلسفة والمعرفة والسلوك والثقافة والأدب والنقد .
ويشير الأسمري في مقدمة الكتاب إلى نقاط مهمة تتصل بسبب تأليف الكتاب حيث يقول: «العلاقة بين التمني والانتماء رابطة وجودية.. تتعلَّق بكينونة الإنسان وكيان البشر.. في ظل تباعد الشعور بين التوقّع والواقع.. وعندما يرتبط الأمر بالثقافة فإن هذه الحالة مرحلة من اندماج السلوك بالمسلك.. ودمج الإحساس بالاستئناس في ترابط يمثِّل دهرين من التعايش أحدهما للثبات والآخر للتحول. وأضاف أن الإنسان بطبيعته الماكثة في عمق الفطرة والثاوية في أصل البراءة والتي لم تلوّثها شوائب محطات العمر في مراحل حياتية لاحقة يميل إلى الثقافة كعنصر من عناصر التعلّم والتبصّر والتفكّر والتدبّر وهي سمات إنسانية تبدأ مع الفرد منذ لحظات التمييز الأولى ومع إضاءات التحفيز المثلى والتي تتجلّى بوادرها منذ تعلّمه «حروف الهجاء» واستعلامه عن «وصوف» الكتابة.. وأشار في مقدمته «تنمو بصائر الإنسان وتعلو وتتسامى متى ما كان صديقاً للكتاب ورفيقاً للقلم وقريناً للقراءة التي تعد أدوات مثالية لصياغة مشروع «المثقف» وينابيع باذخة لسقاية فكر «الأديب» ومن ذلك تبدأ أولى خطوات «الدرب الجميل» الموصل إلى بر الإمتاع والمؤدي إلى شاطئ الإبداع. حينما تكبر أبعاد البصائر نحو آفاق الثقافة تأتي الزوايا منفرجة نحو الابتكار والتطوير والتجديد وحادة أمام الانغلاق والتجمّد والجمود فإن الإنسان على مواعيد مكلّلة بالابتهاج مجلّلة بالإنتاج.. زاخرة المعاني فاخرة الأماني.. وختم حديثه في المقدمة بقوله «تتكامل بصائر الثقافة مع مصائر المعرفة في تضامن يصنعه الإنسان الواعي المثقف الذي اتخذ من الإبحار في عوالم الأدب والتنقيب في خزائن الوعي سبيلاً إلى تحقيق المراد وتوظيف السداد في رسم خارطة المستقبل بخطوط واضحة «المعالم» في متون الأثر وشؤون التأُثير «.. وأكد أن كتابه «بصائر ومصائر « اختصار لعناوين متعددة في الحياة وانتصار لمضامين متمددة في العمر ..يبقى «الإنسان « فيها «سر « البصيرة وجهر «السيرة « وجوهر «المسيرة «. وأشار إلى أننا نسير في دروب الحياة بين اتجاهات ومواجهات تمضي بنا إلى» وجهات» تحددها مسارات «القدر» وتمددها منحنيات «القدرة» فنظل بين «اختيار» و«انتظار» ونبقى في ظلال «عزائم» و»هزائم» تأخذنا نحو مرافئ «الأمان» أو تيارات «الخذلان» فلا نعلم ماذا نكسب غدًا؟ ولا ندري بأي أرض نموت؟.. وأكد أننا نرسم «أمنياتنا» «حين من الدهر» ونعلن «انتصاراتنا» في «فصل من ازمن» ونعيد حساباتنا في» وقت من الدنيا» فتتعالى في أرواحنا «أصداء» الماضي وتتراكم في أنفسنا «مصائر» الحاضر وتتردد في عقولنا «توجسات» المستقبل. وأضاف أن الإنسان يقف بعد كل مرحلة عمرية متأملاً ملامح الوجوه متصفحاً تداعيات الذكريات متوسدًا» واقع» إجباري ناكصًا إلى «ماض» اختياري.. ليبقى في دائرة من «التفكر» تتغشاه حينها «الحيرة» وتؤنسه «الخيرة» في محطات «قدرية» تمثل عناوين عمر.. وتفاصيل حياة.. وأضاف الأسمري أن النشأة والطفولة والدراسة ومحيط الأسرة وسلة «الذاكرة» وحلة «التفوق» وسقطات الفشل وومضات النجاح وتجارب المرارة ومشارب الشطارة وقعر «الأحزان» ومرافئ الأمان وويلات الصدمات ومساعي الفلاح ونتائج الذكر كلها «أدوات» تعتمر العقل وتغمر القلب فيبقى الإنسان ما بين «فكر» و»ذكر» في «شاشة» لا تتوقف إشاراتها إلا بالرحيل. ونوه أن الكتاب جاء ممتلئاً بالعديد من المفاهيم المختلفة والتي تشكل نظرات نحو الحياة واتجاهات المستقبل وأبعاد العمر في شؤون التأثير ومتون الأثر ..
يذكر أن بصائر ومصائر يعد الإصدار الثالث للأسمري فقد أَصدر قبله كتاب قامات من ربوع الوطن وكتاب كلمات من الذات ولديه ستة كتب أخرى تحت الإعداد للطباعة وهي «هكذا علمتني المعرفة « و»شؤون معرفية ومتون حياتية « وديوان شعر فصيح بعنوان «حين من الدهر ورواية «توابيت» وكتاب «الإعجاز النفسي والسلوكي في القرآن الكريم و«سيكولوجية الصحافة».