رؤية - خالد الدوس:
يعتبر علم الاجتماع في واقعنا المعاصر من أهم العلوم الاجتماعية التي لا غنى عنها لدراسة كافة أنواع الظواهر الاجتماعية والمشكلات الاجتماعية، إضافة إلى دراسة العلاقات المتبادلة بين الظواهر الاجتماعية، وكذلك العمليات الاجتماعية والتغير الاجتماعي، والناحية البنائية لتركيب المجتمعات وخصائصها وتطورها ووظائفها الاجتماعية.. حيث تزداد أهمية علم الاجتماع مع استمرار عملية التغير الاجتماعي وزيادة سرعتها وما يترتب على ذلك من ظهور مشكلات اجتماعية متعددة والقضايا المعاصرة التي تحتاج إلى حلول علمية ناجعة, وبالتالي يصبح هذا العلم الخصيب في خدمة المجتمع وذلك بإخضاعها إلى البحث العلمي الاجتماعي وإيجاد الحلول اللازمة للقضاء عليها أو التخفيف من حدتها.
عبر هذه النافذة الثقافية نسلط الضوء على أهم معطيات كتاب «أسس علم الاجتماع» للمؤلف أ. د. إسماعيل ابن خليل كتبخانة أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وعميد كلية الآداب سابقا.
الكتاب يتضمن إبراز معالم علم الاجتماع وتحديد أهم قضاياه النظرية والمنهجية الذي يعد دراسة مدخلية تمهيدية لأسس علم الاجتماع وحرص المؤلف على أن يتضمن الكتاب الأفكار الأساسية التي تقدم مباحث علم الاجتماع للطالب والطالبة الدارسين في هذا التخصص الحيوي حتى يتهيأ لنوعية وطبيعة الدراسة التي تنتظر الطالب أو الطالبة.
قسم المؤلف موضوعات الكتاب إلى أحد عشر فصلاً رئيسياً يتضمن كل فصل في بدايته تحديد الأهداف وفي نهايته أسئلة شاملة لكل محتويات الفصل تساعد على استيعاب المادة العلمية.
ففي الفصل الأول، تناول المؤلف تعريف بعلم الاجتماع وأهميته وأهدافه وكيف نشأ هذا العلم، وأهم ميادينه وفروعه الأساسية وكذلك صلته بالعلوم الاجتماعية الأخرى.
وناقش الفصل الثاني النظرية الاجتماعية من ناحية المفهوم والأهمية والخصائص، المتبادلة بين النظرية الاجتماعية والبحث الاجتماعي.
واستعرض الفصل الثالث مناهج البحث في علم الاجتماع من ناحية المفهوم، الخصائص, والخطوات للطريقة العلمية الأساسية، وكذلك المشكلات والصعوبات التي تواجه البحث العلمي.
وركز الفصل الرابع على موضوع الثقافة، موضحاً مفهومها وخصائصها وعناصرها الأساسية، واتجاهاتها النظرية، وكذلك إبراز دور الثقافة في تكوين الشخصية الإنسانية، وأيضاً الغزو الثقافي ومخاطره.
أما الفصل الخامس يدور حول موضوع التنشئة الاجتماعية ويشير إلى مفهومها ووظائفها وأبعادها واتجاهاتها النظرية، وكذلك أهم الهيئات التي تتولى القيام بهذه العملية في المجتمع.
وقد اشتمل الفصل السادس على موضوع النظم الاجتماعية من ناحية، المفهوم، الخصائص، الوظائف، ثم يتناول أهم أنماط هذه النظم وهي، الأسرة، التربية، الاقتصاد.
وضم الفصل السابع موضوع الجماعات الاجتماعية، من ناحية المفهوم، الاتجاهات، النظرية المفسرة لها، الأشكال، تماسك الجماعة وعوامله, وكذلك أبرز العلاقات الاجتماعية التي يمكن أن تنشأ من الجماعات الاجتماعية.
واهتم الفصل الثامن، بموضوع الانحراف والضبط الاجتماعي، فمن جانب الانحراف، يتناول مفهومه، وعوامله، واتجاهاته النظرية الأساسية، أما الجانب الآخر للموضوع وهو الضبط الاجتماعي، ويتناول مفهومه، أنواعه، مؤسساته. ولم يغفل هذا الفصل في إبراز الرؤية الإسلامية لمفهوم الانحراف والضبط الاجتماعي.
في حين تناول الفصل التاسع موضوع المشكلات الاجتماعية من ناحية: المفهوم, الأهداف, الأنواع, واهتمامات علماء الاجتماع بدراسته, مع إعطاء نماذج من مشكلات اجتماعية معاصرة في عالمنا العربي.
أما الفصل العاشر فقد عرج على موضوع التغير الاجتماعي كظاهرة عامة لا يخلو منها أي مجتمع، وتم توضيح مفهومه، نظرياته المفسرة له، وأنواعه، والعوامل المسببة للتغير الاجتماعي، وعوائقه.
في حين اشتمل الفصل الحادي عشر والأخير على موضوعي السكان والبيئة، ففي جانب السكان يتناول أهمية دراسة الظواهر السكانية، عناصر السكان الأساسية والمؤثرة في حجم السكان وكذلك النمو السكاني في العالم والعالم العربي والخليجي.
أما موضوع البيئة، فيتطرق هذا الفصل إلى تأثير الثقافة والإنسان على البيئة وكذلك الاهتمامات الخليجية والمحلية بالبيئة, لقد اعتمد هذا الكتاب في تأليفه على كثير من المراجع العربية والأجنبية القديمة منها والحديثة. والمرتبطة بموضوعاته، وضمت دفتي هذا الكتاب عدداً من الجداول والرسوم والأشكال والصور بغية توضيح الأفكار الواردة في فصوله.
الكتاب إجمالاً يعد إضافة علمية غنية للمكتبة العربية في حقل الاجتماع وتراثها الاصيل.