قبل أن أبدأ مقالي تعالوا نسرد تعريفات القصّة عند الكتّاب والنقّاد والشرّاح والمهتمين في تعريفها تختلف وتتفق في موضوعٍ واحدٍ فقط وهو من وجهة نظري: « هو فنُّ الحكاية ، تسرد ذاتك عبر شخصيات تتفاعل معها, وكأنها تحاورك وتحاورها, تتأثر وأنت كاتبها ثم يتفاعل معها القرّاء, «هناك كتاب لدكتور محمد نجم أوجز تعريفه للقصّة بقوله: « القصّة.. حكاية مختلفة «, وبالفعل هي حكاية ليست ككل الحكايات, لأن طريقة سردها تختلف من كاتبٍ لكاتب وهكذا, وهناك اختلاف جذري بين مَنْ يحكي دون وعي وإدراك, ومَنْ يحكي يقصّ أدق التفاصيل بحبٍ ولذّةٍ وكأنها لعبة, وبمناسبة اللعبة أظن أن كاتب القصة كالطفل الذي يتعلّق باللعبة فالكتابة لعبة وما أجملها من لعبة تحوّل بعد ذلك إلى هواية وممارسة إلى اللذّة والشغف ، وربما الكتابة تبدأ لعبة وتنتهي إلى حِرْفة ! كما فعل رفائيل ألبرتى الإسباني حول الكتابة ومنها ما جاء في معرض كلامه حول لماذا تكتب قال بتصرّف: الكتابة عندي لعبة مسليّة ممتعة هواية وجادة في نفس الوقت … إذاً هي في الأصل لعبة شخصيّة وكأنها بين لاعبين الذات والقلم « الضغط على الحروف « ثم تكون سهلة للمتفرّج تلقيّاً وتأثّراً.... أسرد الآن حكاية بقصّة مختلفة جاءت فكرتها الآن : مَ/خَدَة رَكَل لحافه بقدمِه ، كاد أن يسقط وبقي اللحاف مكانه، ازداد غضبه ، التفت وراءه فإذا مخدّته تبتسم كما يظنّ تقدّم خطوتين ، جثا على ركبتيه ، برفق هدهدها بين يديه حتى نام وهي مستيقظة ! عندما صحا نشيطاً ، بحث عن مخدته يمنة يسرة ، تحت السرير بلا جدوى ، اشتاط غضباً وقرر هذه المرّة أن يمزق اللحاف ، اقترب منه وهو يترقّب ، حتى قبض عليه ومارس هوايته ، تعبتْ يداه بلا فائدة ، سقطتْ دمعةٌ بللتْ لحيته هرولتْ إلى الأرض التقطتها مخدته هوى برأسه إليها طبّبتْ على كتفيه ، هزّتْه فتساقط جسمه للريح إلى سفينة نوح أخطأ من الفرح : خدّتي حبيبتي وعائلتي ! طارتْ الميم من فَيِّهِ إلى السماء الثامنة ، فتناثر الغيثُ وفاءً سطر وفاصلة بعتني مع أوّل الخلاف يا سُلاف وأنا كنتُ العاشق الولهان المتيّم صبابةً ، المُحبّ للغمامة الله ما أوجع قلبي مِنْ الملامة ! قرأتُ جملتك يا سلاف ودمعي يغازل خدّي سألتُ وتعجّبتْ ، زدتِ أكثر فظاعة تماديتِ بالفراق عندها تذكّرتُ العراق والزافر عند بيتنا القديم حينما قالت لي أمي وأناملها في فروة رأسي ( انتبه ! من الهوى يا شاعر ) أين المشاعرا مشاعل ؟
القِصاص من الله يا نفحة الروح
- الزافر: مفردة جنوبية تعني عمود البيت
** **
- علي الزهراني (السعلي)