ميسون أبو بكر
حين أقول إني أطرب لكلمات معالي د. ماجد القصبي في المناسبات الإعلامية المختلفة التي أعدّها خارطة طريق للإعلام السعودي؛ فإني ومن موقعي المحايد اليوم خارج المؤسسة الإعلامية الحكومية لا أجامل بل أرقب بشغف أحلام جيل من الإعلاميين وأنا منهم؛ بقي منهم من بقي وترجل كثر عن الشاشة والعمل الإداري كانوا قد حملوا على كاهلهم أثناء فترة عطائهم حلماً كبيراً في وقت لم تكن فيه الإمكانيات كافية وكانت هناك كثير من الإشارات الحمراء تعرقل الإعلامي بحكم فترة مضت.
ومن يعرف سيرة الأستاذ عبدالله القصبي رحمه الله وجهده في الصحافة ومقالاته ومحاضراته وندواته يدرك المنهل الذي نهل منه الوزير المكلف للإعلام - في هذا الوقت المهم الذي شهدت فيه الدولة تغيراً وتسارعاً في القطاعات الكثيرة،- حيث كتب د. عبدالله مناع عنه رحمه الله؛ لمع عبدالله القصبي بمحاضراته الأشهر عن رئيس التحرير في الصحافة السعودية وقد كان تخصصه نادراً ماجستير صحافة من جامعة القاهرة وله مكانه في تاريخ الأدب والفكر في بلادنا، ترك بصمته في الصحافة التي حرص فيها على الحقيقة بأسلوب نزيه هو وزملاؤه «ومعالي د. ماجد القصبي في أكثر من مناسبة وعلى صهوة أكثر من منبر كان حديثه عصارة لتجربة ومعرفة وتربية إعلامية نهلها من نبع والده الذي لم ينضب، وإنني سأورد هنا بعض العبارات التي استوقفتني من مجمل مناسبات كثيرة؛ ففي إحداها أكد على أن الإعلام من أهم الصناعات المؤثرة في صياغة الأخبار وصناعة الانطباعات والآراء وتشكيل الرأي العام واعتبر الإعلام أنه الجيش الأول في معظم بلدان العالم الذي تجيشه؛ لتوجيه رسائل إعلامية وسياسية واقتصادية معينة من خلاله تخدم مصالحهم» كما أنه في مناسبة أخرى وجّه خطابه للإعلاميين:»البلد تحتاجكم وتحتاج جهدكم» ولعلي كإعلامية تتلمذت في منابر الإعلام السعودي الحكومي المتزن والذي حملني مسؤولية أكبر مقارنة من لو أني انتميت لمؤسسات أخرى لا تضاهي مكانة الإعلام في المملكة التي تعد بوصلة ومهوى أفئدة العالم الإسلامي الذي يتوجه لإعلامها في اليوم خمس مرات.
الإعلام السعودي واجهة لبلد تتسارع خطواته لتحقيق رؤيته وهو في سباق حثيث لذلك، ولعلنا نجد ضرورة التمازج بين كنوزه التي تركها الماضون وخططه المستقبلية ورؤيته القادمة.
د محمد الحارثي رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون أكد في مؤتمر الإعلام السعودي 2019 على ضرورة امتلاك إعلام قوي يعزز تأثير القوى الناعمة اليوم، واقترح في حينها إنشاء نادٍ سعودي للصحافة، فكل الدول الكبرى لديها نادٍ للصحافة مثل نادي واشنطن للصحافة، ونادي سنغافورة للصحافة، ونادي دبي للصحافة.
والإعلام السعودي يحتاج لهذه المشاريع الإعلامية المتكاملة والخبرات الحقيقية والبنية الأساسية التي تتكئ على عصارة فكر رواد الصحافة الذين تركوا إرثاً يُعتدُّ به وعلى جهود أبطال اليوم.
نحن بحاجة للإعلام الذي ينبذ خطاب الكراهية والعنصرية والتطرف، ويعتبر القوى الناعمة لإظهار وجهها المشرق ومكانتها، والذي تتنوع قنواته وبرامجه ويوجه للآخر بلغته ولعل هناك الكثير من الرؤى ونقاش الواقع الإعلامي تطرح في لقاء مثيل للقاء معالي الوزير مع الإعلاميين قبل سنوات الذي كان على تطبيق zoom مع أساتذة في الإعلام السعودي وإعلاميين حقيقيين لهم بصمة في مناحي مختلفة في الإعلام، وليكن هذه المرة واقعياً وليس افتراضياً نظراً لتحسن الظروف وعودة الحياة لسابق عهدها.