عثمان أبوبكر مالي
صدمة كبيرة أصابت جماهير الاتحاد وكثيراً من جماهير كرة القدم ومحبي الدوري السعودي من نتيجة فريق الاتحاد لكرة القدم (متصدر) دوري الأمير محمد بن سلمان في الجولة السابعة والعشرين، بخسارته أمام الطائي في حائل.
الصدمة ليست في النتيجة، فدوري الموسم الحالي علمّنا بأن لا كبير فيه على أرض الملعب بالاسم أو النتيجة وإنما بالعطاء والمستوى، والصدمة ليست من فقدان الصدارة (ووفقًا لأفضلية المواجهات المباشرة) وبالتالي اقتراب الواقع الأكبر من (خسارة) الدوري بعد الجولتين الأخيرتين، على اعتبار أن من غير الممكن أن يفرط الهلال في النقاط الست في مباراتيه أمام الفتح والفيصلي، وحتى إن حدث ذلك فليس من المضمون أن يفوز الاتحاد ويحصل على نقاط مباراتيه الأخيرتين أمام الفتح والباطن، حتى وإن كان الأخير قد يكون هبط.
الصدمة هي من المستوى الذي لعب به الاتحاد، الروح الأدائية التي كان عليها الفريق والحالة الذهنية التي عابت غالبية اللاعبين مع تشتت وضياع وفقدان التركيز، كل هذه الأمور وأكثر منها لم تكن وليدة مباراة (البوصلة) وإنما بدأت من مباراة الجولة الخامسة والعشرين (أمام الحزم) على الرغم من أنه كسبها بثلاثة أهداف نظيفة، ولكن بعد مستوى باهت على أرضه وبين جماهيره، وكان يجب أن يدق ذلك (ناقوس الخطر) أمام مسؤولي الفريق وجهازه الإداري وبشكل أكبر الجهاز الفني، بعد أن وضح على الأداء التكاسل والتراجع والتشتت وعلى الأداء الفني العشوائية والاجتهاد و(التأليف) والفردية، غير أن الأمور استمرت على ما هي عليه حتى سقط الفريق في الدور نصف النهائي أمام الفيحاء، وخرج من (أسهل مشوار) له في كأس الملك، ليأتي بعد ذلك فترة توقف (ذهبية) تصل الى ستة عشر يومًا، سانحة للتعديل والمراجعة والتنشيط، لكن العمل اكتفى خلالها بالتمارين اليومية (المعتادة) بل إنه وزعها بين (إجازة) وتمارين قصيرة، وتكرر ذلك في فترة التوقف الرابعة التي امتدت إلى قرابة (32) يومًا قبل مباراة الفتح الشهيرة و(المفصلية) والتي انتهت بتعادل (فاضح) بنتيجة 4/4، أعقبها فترة توقف مدتها ثمانية عشر يومًا، وهو توقف (مفاجئ) حصل لظروف (خارجية) ومع ذلك تم التعامل معها بالطريقة المعتادة، والتجهيز الروتيني، على الرغم من أنه سيأتي بعدها مباراة (الدوري) والبطولة أمام المنافس الوحيد وهو فريق الهلال، لكن (عقلية) تجهيز الفريق والاستفادة من فترات التوقف تواصلت كما هي وكما بدأت منذ انطلاقة الموسم دون استفادة أو تغيير أو تعلّم وظهرت النتيجة (الفتاكة) بالهزيمة (المذلة) بثلاثة أهداف أمام الهلال وهي التي قصمت ظهر البطولة، قبل أن تتكرر(الخسارة) في طوق النجاة ومباراة (البوصلة) أمام الطائي ويغلق (الزعيم) مسافة الفارق النقطي بالتساوي بعد فوزه أمام أبها.
المهم الآن أن المنافسة (لم تنتهِ) فالبطولة لا تزال في الملعب، لكنها أصبحت أكثر صعوبة، لأن الأمور لم تعد بيد (النمور)، وإنما بيد منافسه، والأكثر صعوبة أن (الحسم) القادم في آخر جولتين سيكون بعد فترة التوقف (الحالية) نعم يمكن أن يتعطل الهلال، فهذه كرة قدم، لكن هل سيستفيد الاتحاد وهو سيلعب بعد (التوقف الأخير) أم يعود كما يعود بعد كل توقف ويقول له المنافس (انتهي الدرس يا.. عميد)؟!
كلام مشفر ...
«أعجب ممن يقولون إن الاتحاد إذا لم يحقق الدوري هذا فإنه لن يحققه عشرون عامًا قادمة، وهذا الكلام نفسه الذي قالوه في موسم المنافسة على الهبوط، عندما نجا من المظلة في الجولات الأخيرة، وقالوا إنه لن يعود إلى المنافسة إلا بعد عشر سنوات على الأقل، لكنه أنهى الدوري التالي وهو في المركز الثالث.
«وأعجب ممن يقولون إن الاتحاد لم يتصدر ولم ينافس هذا الموسم الا مستفيدًا من (تراجع) مستويات بعض الفرق(غير الهلال) مع أن الفريق فاز على تلك الفرق في المواسم الثلاثة الماضية ولم يفز عليه الهلال في الموسم الماضي وهو البطل، بل هو من فاز، ولنفترض أن الاتحاد استفاد مما يقولونه، فهل الهلال أيضًا (مستفيد) وهو حامل اللقب؟!
«بعد مباراة الطائي خرجت أصوات (اتحادية) تنتقد أمورًا كثيرة في الفريق، وتشير إلى ملاحظات عدة، (بح) صوتي وأنا أكتب عنها وفي وقت مبكر من أول الموسم، على أمل مراجعتها ومعالجتها وتلافيها، وكانت بعض الأصوات التي خرجت تقول (ما هو وقته) وأصوات أخرى تعد ذلك (هجومًا وشخصنة) سألني أحد الزملاء ماذا تقول لهم اليوم؟ قلت ببساطة أقول (انتهى الدرس يا...شطار)!!