لا شك أن زلة اللسان يعتبرها البعض أنها تنم عن ما يحتويه قلب الشخص وما يخفيه.. وقد يغفرها شخص بحسن الظن، وقد لا يكون مع آخر ذلك لما تسببه من تبعات وتفسيرات تحتاج إلى وقت عند البعض.. وربما تمر مرور الكرام إن صدرت من شخص يحسن الناس الظن فيه وآخر قد تتفاقم معه الأمور مهما حصل من أسف وتبرير، ومن الطبيعي أن تبرير زلة اللسان هو الوارد عند الكثير لتوضيح الخطأ غير المقصود وذلك منعاً لما يحصل من اللغط وربما إشكاليات بين الأقارب أو الأصدقاء أو غيرهم، وأن زلة القدم رغم ما تحتويه ربما من كسور وآلام هي أهون بكثير من زلة اللسان ذلك لأن زلة القدم ضررها وتبعاتها على الشخص نفسه، أما زلة اللسان فتتعدى الشخص إلى محيطه الخارجي المتنوّع فكرياً وثقافياً وكلاً يقيس حسب فكره وعلاقته مع الشخص،
وبعض زلات اللسان تبقى مع الإنسان طول عمره، بل ربما تتوارث منه وكم إنسان ندم طوال عمره على تعجله وزلة لسانه فصنعت له العداوات مع من حلوله وربما من تربطه معهم صلة الرحم، يقول الشاعر:
كم قائلٍ، يا ليتَهُ ما قالا
خلطَ الكلامَ، فأخرجَ الأوحالا
لو كنتُ للحمقى أُنَصَّبُ حاكمًا
لوضعتُ في أفواههم أقفالا
(وجرح السيف تدمله فيبرا
ويبقي الدهر ما جرح اللسان)