د.نايف الحمد
في مساء 22 مايو غادرت بعثة نادي الهلال الرياض متجهة لجدة لمقابلة الاتحاد في أهم مواجهات الموسم بحثاً عن انتصار يعزز من حظوظ الفريق في المحافظة على اللقب.
الزعيم الهلالي غادر مثخن الجراح؛ فالفريق للتو خرج من خسارة لنهائي كأس الملك وعيادة الفريق تعج بالمصابين، حتى أن نجمه الكوري جانغ لعب المباراة دون أن يخوض أي تدريب بعد النهائي، علاوة على الإرهاق الكبير نتيجة لروزنامة فرضت عليه اللعب كل ثلاثة أيام تقريباً.
ظروف قاسية أجبرت الفريق على خوض المباراة تحت تأثيرها، ما جعل الترشيحات تميل لصالح الاتحاد وإن موقف الهلال بات صعباً والخروج بنتيجة المباراة سيكون بعيد المنال.
في المقابل.. ومن صبيحة اليوم التالي 23 مايو زحفت جماهير العميد لتشهد حسم الموقعة لصالح فريقها ولتزفّه لبطولة الدوري قبل نهايته بثلاث جولات وسط ثقة كبيرة بالفوز مع تكامل عناصر الفريق وعودة المصابين يتقدمهم العملاق حجازي وشعور عام أنها ستكون ليلة التتويج.
في التاسعة من مساء ذلك اليوم أصبح كل شيء جاهزاً وسط حضور 60 ألف مشجع يترقبون انطلاقة المباراة بشغف، خاصة أن الاتحاديين قد أعلنوا التحدي وانتظار الزعيم في جدة منذ خسارتهم لقاء الذهاب في الرياض.
بدأ اللقاء عاصفاً وظهرت شخصية الزعيم وتماسكه، واعتمد الاتحاد على الهجمات المرتدة السريعة التي ظهر فيها حجم إرهاق لاعبي الهلال، وتحصّل الهلال على ركلة جزاء صريحة جداً احتسبها الهويش ثم تراجع عنها بتوصية من (فار) في موقف غريب لا يمكن أن يحدث في مباراة بهذا الحجم!! وكأن الحكام في ذلك المساء يصادقون على مخاوف الهلاليين بعدما قررت لجنة الحكام استبعاد الحكام الأجانب واستبدالهم بمحليين استجابة لطلب اتحادي، ناهيك عن تحفظ الهلاليين على حكم الساحة الهويش ومساعد حكم الفيديو الشهري!!
رغم كل ما حدث، ورغم تقدم الاتحاد بركلة جزاء رأى بعض محللي التحكيم عدم صحتها إلا أن الزعيم الهلالي لم يستسلم وعاد بروح لاعبيه وإصرارهم ليقدموا الوجه الجميل للكرة الهلالية وينتزعوا الانتصار بثلاثية كان للولد الشقي (ميشيل) هدفان منها، في حين تكفل النجم الكبير سالم بأحد الأهداف الثلاثة.
كانت جماهير الاتحاد حاضرة بفعالية كبيرة؛ غير أن حسم النتيجة مبكراً في الشوط الثاني لصالح الموج الأزرق أحبط تلك الجماهير وجعل من تلك الليلة كابوساً لم يكونوا مستعدين له.. ولم تؤت صيحات جماهير الاتحاد على كل كرة يستلمها سعود عبدالحميد أُكلها، بل كان واحداً من نجوم المباراة.
في هذا اللقاء قدم كبير آسيا درساً في شخصيته المتفردة، وكيف يمكن لهذا البطل أن يقلب الطاولة في أي لحظة مهما كانت صعوبة الموقف وتعقيداته.
نقطة آخر السطر
في النهاية ذهبت نتيجة الكلاسيكو بين العملاقين للطرف الأفضل بعد مباراة مثيرة في أحداثها.. كما أبقت نتيجتها الصراع على أشده بانتظار ما ستسفر عنه المباريات القليلة المتبقية التي ستزف أحد الفريقين للبطولة بعد أن تقلّص الفارق النقطي بينهما وتقاربت فرص حسم البطولة.