أحمد يوسف
الكتابة فن، نتعلّمه من خلال محيطنا وخبراتنا المتراكمة، وينمو سحر هذه الكلمات في أعماقنا ليُشكّل معزوفة موسيقية أخاذة.
تقودنا العادات، شئنا أم أبينا، فما نحن عليه اليوم هو نتاج ما نفعله كلّ يوم، من لحظة أن تتفتّح عيوننا مع ساعات الفجر الجديد، وحتى نخلد للنوم، وما بينهما تكون العادات.
يقوم الكاتب بدوره في الحياة مثله مثل أيّ مهنة أخرى، مثل رسامٍ يضع بريشته لوحات الطبيعة والحياة المُزهرة، ومثل المهندس الذي يُخطط بناية بواجهة جذابة وتفاصيل أنيقة، والطبيب الذي يسمع دقات قلب حائر فيوصف له العلاج ويُحيي نَفْساً، والفني يحلّ مشكلة الأجهزة التي تعطب، ويبعث حياة أخرى، ورجل النظافة الذي يجعل مدينتا أجمل بلمساته الرشيقة.
لذلك، اسمح للعادات الجيدة أن تغزوحياتك، اسمح لهذه العادات أن تقود دفة سفينتك إلى جزيرتك العامرة، لتعيش حياة طالما حلُمت بها، وتُسعد نفسك ومن حولك، وتُسعد العالم بوجودك.
القراءة حياة
عندما نقرأ، فنحن نشارك عقولاً أخرى، ونتعرف على عوالم جديدة، القراءة تجعل لحياتنا معنى وتدفعنا لأن نكون أسوياء، نبتعد عن سفاسف الأمور قدر استطاعتنا، والقراءة تُجمّل صورنا، وتمنحنا قبلة الحياة.
«أهوى القراءة لأنّ عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني» عباس محمود العقاد.
أكتب كلّ يوم
مع كلّ كلمة مُتراصة مع أختها، يتكوّن بناء يُشكّل جُملاً، تصِف حالاً، أو تُبرز حدثاً، فالكتابة تملأ ما بين السطور الفارغة، فيُصبح لهذه الصفحة شكل، وتغدو مُروجاً، وتُصبح حياةً لفارسٍ يبحث عن أسطورته بين كراكيب الأشياء، وترسم الحروف رونق حياته المُشبعة بمغامرات تأسر القلوب، وتتشبّثُ بها من أن تذهب بعيداً، فيغدو القارئ الفارس، وتأسره الحكاية.
«يتطلب الأمر شجاعة كبيرة لكتابة كتب رائعة، ابحث عن شجاعتك واعثر على صوتك». كريستين لامب.
تخلص من المشتّتات
في عصر التكنولوجيا العجيب، أصبحت سيطرتنا على مجريات حياتنا أقلّ فاعلية، وبالرغم من أهميتها، لكنها أصبحت عائقاً لنمونا، في كثير من الأحيان، أكثر الأشياء التي تقتل مسار الكتابة أن يُشتّتها اتصال عابر أو إشعارات لا معنى لها، أن تغدو خُلوتك عبثا يتلاعب به الآخرون، وألا تُحترم، وحتى تتغلّب على هذه المعضلة، اتخذ مكاناً للكتابة، في غرفة المعيشة، المطبخ، أو أياً كان، المهم أن تُعطي نوعاً من القداسة لوقتك الثمين.
لا تسمح لأحد بأن يُفسد عليك خلوتك، مهما يكن.
ابحث باستمرار
من الرائع ألا تتوقف عن البحث عن الأشياء الجديدة، أن تسبر أغوار العالم، أن تصل إلى القمر، أن تذهب في رحلة استكشافية إلى الأمازون، أن تمشي في أدغال إفريقيا، وتتأرجح على سفينة تتقاذفها الأمواج في عرض البحر.
أبحث عن الأشياء التي تريد معرفتها، وليس الأشياء التي تعرفها.
هذه بعض العادات الجيدة التي أنصح بها الكاتب، من الأفضل أن تُفسح لها المجال لتشغل حيزاً في محيط عالمك الجديد، لن تطلب الكمال بالتأكيد، ولن تسعى إليه، لأنه باختصار غير موجود، لكنك ستسعى لأن تصل إلى أقرب نقطة تلامس بها وجه القمر.