زكية إبراهيم الحجي
قبل فترة وجيزة احتفت المملكة العربية السعودية على مختلف الأصعدة بتحقيق طلاب السعودية الموهوبين فوزاً ساحقاً في المسابقة الدولية للعلوم والهندسة «آيسف» التي أُقيمت في أمريكا وحصولهم بجدارة على 22 جائزة وذلك على مستوى جميع الدول المشاركة في المسابقة فبمثل هؤلاء نباهي ونفتخر وفوزهم يُمثّل امتداداً للنهضة التي تعيشها بلادنا فلا عجب ولا غرابة أن يتبوأ أبناؤنا الموهوبون المراكز الأولى في الإبداع والتميز على مستوى العالم.. فبداية الإنجاز الإبداع وبداية الإبداع التميز والانفراد في الأداء وأي نجاح لا يحتاج أقدام، بل يحتاج إلى إقدام والشباب السعودي من الجنسين تمكن من كسر الحواجز وأسهم بإبداعاته وابتكاراته في صنع قصص نجاح أبهرت العالم.
عطفاً على ما سبق لا بد من الإشارة إلى أن الإبداع والابتكار من المفاهيم الجوهرية في مسيرة التطور الإنساني لاسيما في ظل التطور التكنولوجي الذي أصبح واقعاً نعيشه وركيزة أساسية من ركائز الحياة الاجتماعية لأفراد المجتمع.. والشباب بطاقاتهم غير المحدودة هم المحرك الأكبر لعجلة الإبداع والإنتاج والتنمية إذا ما توافرت لهم البيئة المناسبة لتنمية التفكير.. وملكة الإبداع والدافعية إلى جانب شغف البحث والاكتشاف.. من هذا المنطلق حرصت المملكة العربية السعودية -بفضل الله ثم بفضل القيادة الرشيدة - أن تولي اهتماماً شديداً ببرامج تنمية القدرات ومهارات الابتكار والإبداع لدى الشباب السعودي من الجنسين إيماناً منها بأن الاستثمار في بناء الإنسان يُسهم بقوة في دفع عجلة التنمية.. وتعتبر»مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) منصة عالمية لعقول مبدعة.. تحقق بيئة محفزة للموهبة والإبداع وتعزيز الشغف بالعلوم والمعرفة لبناء كوادر وطنية مبدعة خلاَّقة ومؤهلة لقيادة مستقبل الوطن ورفع اسمه عالياً في المحافل الدولية.. السؤال الذي يُطرح ما هو دور الأسرة في ظل هذه البيئة الوطنية الداعمة للشباب وإبداعاته.
لا جدال بأن دوراً كبيراً وعظيماً يقع على عاتق الوالدين إذ يتعين عليهما العمل على توفير بيئة تحفيزية داعمة للابن الموهوب وتنطلق من المنزل كحاضن رئيس للطاقات الإبداعية والعمل على اكتشاف مكامن الشغف لدى الابن الموهوب ورعايته بالتوجيه والتشجيع والدعم المستمر.. فأن تكون مبدعاً فذلك يعني مقدرتك على التعامل بشكل بناء مع السياقات المتطورة.. وأن تكون مبدعاً فذلك يعني أن تكون مرتبطاً إلى حد كبير بالقدرات المعرفية.