أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري
قال أبو عبدالرحمن: أحمد الله تعالى أن منَّ على سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - بالشفاء العاجل، وأسأله جل جلاله أن يديم عليه الصحة والعافية؛ فلله الحمد والشكر على إفضاله وإنعامه، راجياً من الله أن يعينه ويوفقه على أداء مهمته الكبرى تجاه البلاد والعباد، وأن يمده بالقوة والعمر المديد لاستكمال ما سار عليه الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأن يوفق ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حرسه الله ورعاه- إلى ما يحبه ويرضاه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
قال أبو عبدالرحمن: إن الشعب السعودي اليوم يعد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده حفظه الله، صورة مثْلى لإحياء ذكريات تاريخه، ويحفظ له صورة العاصمة كما هي في أمجاد المناخات؛ وحضانة ورعاية الهم العربي الإسلامي؛ ومواجهة الواقع والأحداث بكل عزيمة وثبات من صدق النية مع الله سبحانه وتعالى.
فصلبُ عبدالعزيز مُخْصِبٌ غَدِقٌ
أَسْمِعْ بأبنائه أبْصِرْ بِنُجْبِهمُ
يا خادم الحرمين جلَّ مِن شَرَفٍ
يهفو له طائفٌ للركن يستلم
وأنَّ للحرمين الحقُّ مرتسِمٌ
فكلُّ ذي بيعةٍ من أْجلِهِ خدمُ
قال أبو عبدالرحمن: لقد عرف الشعب السعودي الملك (سلمان)، وارتفعت بينه وبينهم الكلفة، وعرفوه على أنه مُؤَرِّخ آل سعود الذي عرف شعبه فرداً فرداً، وعلم بآثار آبائهم فرداً فرداً في تحمل مسؤولية بناء الوطن على الدين والعروبة في الأدوار السعودية الثلاثة.. إنه جبهة من جبهات عديدة أنجبها صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز رحمه الله وطيب الله ثراه، فأمنوا سبلنا، وجنبوا بلادنا ورطات الأمور بإذن الله تعالى.. ومن يترفع عن المديح في مثل هذه المواقف فلا رفعه الله؛ وإذا مدحت جبهة من جبهاتنا فإنما أمدح رمزاً لتحمل هويتنا بكل مقوماتها، وإليكم تلك الأبيات بهذه المناسبة قلت فيها:
أبا فهدٍ حيَّتْكَ أحلامُ أمةٍ
يعِزُّ عليها الأمنُ والبَرْدُ والرَّغْد
رأتْ فيكَ يُمناً فانثنت بطموحها
على أنكم في يمن طَالِعِها وَعْد
فما خاب رَجْوٌ في مشاعر أمةٍ
ولا ضَلَّ رأيٌ مبدعو فكْرِهِ حَشْدُ
صموتٌ يُنيل السمعَ إصغاءَ مُرهَفٍ
ويذكي فؤاداً شبَّ من فِكره وَقْدُ
فمنْ صمتِه حزمٌ وإذكاءُ عَزمةٍ
وتدبيرُه بِكْرٌ وأقوالُه قَصْد
رآك المليكُ المفتدى ببصيرةٍ
فأرَّقه عَضْبٌ يُصَدِّؤه الغِمد
فأدناكَ للإرث الثقيلِ وعبئه
فَقُلِّدْتَ بالتشمير ما سنَّه الأَبُّ
جريىءٌ على الباغي ولله خائفٌ
فقامَ لدين الله من فُرْقَةٍ جُند
فريدٌ أقامَ اللهُ بالنسُّك ملكَه
غضوبٌ لدينِ الله.. بالله يشتدُ
ولابَتْ ظنونٌ من رقيعٍ وجاهلٍ
تناسَى جهودَ القَرْمِ ما لم يكن أبُ
ألا إنه جُهْدٌ وجَدٌّ مُعَلَّلٌ
يُسَيِّره الإيمانُ والحزمُ والسعدُ
وما أسهبَ المُثنون أو أَبعدوا المدى
لأنَّ بساطَ الفخرِ رحبٌ وممتَّدُ
ورِثْتم خصالَ العَودِ فالأسُّ راسخٌ
كثيرٌ على لأوائه منكمُ فَرد
تباركتمُ فالشعبُ منكم مباركٌ
معيشتُه خفضٌ ومطلبُه جِدُّ
سِجاحٌ علينا.. نومُنا في سُهادهم
فعاشَ قِوامُ المُلكِ والأعينُ السُّهد
سُراةٌ حَمدنا دهرَنا في ظِلالهم
فلانتْ صعوباتٌ كما فُوِّف البُرْد
سراعٌ إلى الإصلاح غِبَّ أناتِهم
فأقلعَ غاوٍ واستبانَ له الرُّشْد
ألا إنهم تاريخُنا جلَّ ذِكره
وفي كل سِفْرٍ منه يُسْتعظمُ المجدُ
ومُتئِدٌ لكنه حلمُ قُدْرةٍ
وَقَدْرٍ تَسامَى أن يُسِفَّ به حِقدُ
ومتئدٌ لكنه عن رَوِيَّةٍ
فخاطرُه قَدْحٌ وتدبيرُه زَند
فما أحكمَ التدبير مثلُ سكينةٍ
وما عابَ لينُ السيفِ إذْ حدَّه الحدُ
سقيتُم بذور الحب في القلب نشوةً
وخيرُ السجايا أنَّ هذا الورى وُدُّ
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى, والله المستعان.
** **
(محمد بن عمر بن عبدالرحمن العقيل) - عفا الله عَنِّي، وعنهم، وعن جميع إخواني المسلمين