مكة المكرمة - مشعل الصاعدي:
أثبت رامي جمال تونسي كعادته إنه مبدع وإن لدينا مبدعين متى ما منحت لهم الفرصة كاملة سنرى نُقادًا رياضيين ومحللين في مستوى الطموحات، شغلهم الشاغل رياضة وطن بعيداً عن الأحقاد على أندية البطولات والإنجازات. وللأمانة التونسي نموذج رائع لمن يريد أن يقتدي به وما نطق به فضائياً يؤكد أنه صاحب نظرة ثاقبة, فكان مختلفًا عن الجميع فلم نجده يهاجم الهلال كغيره من المتعصبين لشعارات الأندية بل منصفاً له ولجميع الأندية السعودية. وقالها بالفم المليان الهلال أثبت إنه النادي الذي لا يستسلم للضغوطات بل يتجاوزها ومن ينالون منه يتمنون أن يكونوا «نصفه».
ليس غريباً على رامي أن ينطق بالحق ويصدع به فضائياً في برنامج يقدمه كبير المذيعين المنصف لأندية الوطن وليد الفراج, لأن التونسي مؤدب لبق كيس فطن أكثر بشاشة يرفض المهاترات ولا يقبل بها، سلاحه الثقافة والعقل وفن الإقناع, لأنه صادق الحديث منصفاً لأندية الوطن ورياضتنا في حاجة لأمثاله من المنصفين, شكراً رامي لأنك أثبت بالدليل القاطع والبرهان الساطع أن الناقد مستحيل أن يكون حاقدًا، وأن عدداً كبيراً من المحللين لا يملكون ملكة الإبداع والتأثير والقدرة على الإقناع مثلك لأنك ذكي تعرف متى وكيف وأين تتحدث فهذه «هبه» من الله عز وجل يهبها لمن يشاء من عباده، وأتمنى من صناع القرار في إعلامنا الرياضي أن يرحموا الجماهير الرياضية على اختلاف ميولها من المحسوبين على القنوات الرياضية كمحللين، لأن كثير من الجماهير يبحثون عن بديل للمتعصبين لشعارات الأندية, وبعد أن فقدوا الأمل أصبحوا يشعرون بأنهم فُرضوا عليهم، رغم تأكيدهم أنهم غير مؤهلين لهذه المهمة, والدليل الحملات الإعلامية المنظمة على نادي شرفنا في المحافل الدولية ومؤلم إن كل من يمسك طبلاً بدلاً من القلم ويغطي أخبار ناديه المفضل يتحول إلى ناقد ومحلل رياضي، فالتحليل هبه قبل أن يكون موهبة وإبداع بالإضافة إلى القبول من عشاق المستديرة بعد أن يفرض نفسه على الجميع بلباقته وحنكته وثقافته الرياضية المتنوعة.