عثمان أبوبكر مالي
انتهت مباراة الكلاسيكو (المنتظرة) في دوري الأمير محمد بن سلمان لكرة القدم بفوز كبير لفريق الهلال، قلَّص به الفارق النقطي بينه وبين مستضيفه (المتصدر) إلى ثلاث نقاط قبل ثلاث جولات فقط من نهاية المسابقة الكبيرة والمثيرة.
يسهم هذا الفوز (المستحق) في إبقاء الإثارة في الدوري على ما هي عليه في مقدمة الترتيب بين المتنافسين (اللدودين) بعد أن كانت ستنتهي إذا خسر (الزعيم) وكسب (العميد) ويحفظ ذلك للمسابقة رونقها وانتظار مفاجآتها حتى النهاية، خاصة مع استمرار الإثارة الكبيرة في أسفل الترتيب بوجود (سبعة فرق) تتنافس على الهروب من (مظلة) الهبوط ومرافقة الحزم الذي تأكد هبوطه، والباطن الذي تعدى أن يكون على (شفا حفرة).
فوز الهلال بمواجهة (الكلاسيكو الآسيوي) نجاح كبير يسجَّل لمنظومته العملية؛ اللاعبون والجهاز الفني والجهاز الإداري، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، فيسببه (مثلاً) لغياب الاتحاد فنيًا، أو لافتقاده لاعبًا أو أكثر أو حتى خروج حارسه مصابًا في وقت مبكر من المباراة، ويتجاهل أن هناك عملاً كبيرًا قامت به (المنظومة الزرقاء) في ظرف أربعة أيام فقط، هي التي فصلت بين خسارة الفريق مباراة التنافس الكبير في مواجهة النهائي أمام الفيحاء، على كأس خادم الحرمين الشريفين، وبعد مباراة ماراثونية حسمت بركلات الجزاء الترجيحية.
صحيح أن إصابة (جروهي ضربت الفريق في مقتل، لأنها هزّت الثقة في الأداء الخلفي للفريق وعزّزته في هجوم المنافس، لكن الصحيح أكثر أن هناك تفاصيل (صغيرة) مهمة - تحدثت عنها كثيرًا من قبل - أطلت بظلالها وأثّرت على الفريق، ولعلي أذكر بأهمها والتي بدأت في وقت مبكر من الموسم، عندما أجمع الجميع (أن من غير الممكن لفريق يبحث عن دوري ان يكمل موسمه بحارس واحد، حتى لو كان جروهي، وكان ذلك عندما فرَّط في حارسه الاحتياطي (الوحيد) وزاد الطين بلة التفريط في أفضل ظهير أيمن سعودي (حاليًا) دعم به المنافس المباشر وأصبح قوة ضاربة معه، وكل ذلك كان بسبب قرار (أحمق) وعبارة غير (مسؤولة) من شاكلة (هذا اللاعب لا أحتاجه) وأخواتها الأخرى مثل (الباب يفوّت جمل) وضرتها (اللي يشتريني نشتريه) وهي قرارات لا يمكن أن يبني ناد فريقاً قوياً معها، أضف إلى ذلك ما يحدث للفريق من (أداء متهالك) وتراجع في المستوى والتركيز والمعنويات والرغبة الأدائية وخسارة نقاط سهلة بعد كل توقف للدوري، واستمرار الفشل كبيرًا في التعامل مع ذلك كل مرة، لدرجة أن لاعبًا مثل الكابتن أحمد حجازي يعود للعب في مباراة مفصلية بعد غيابه قرابة أربعة أشهر، وأمام الهلال دون أن يشارك في أي مباراة ودية، ناهيك أن تكون مباراة رسمية (!!).
من المهم أخيرًا (الإشارة) إلى أن الدوري لم يحسم بعد، ولا يزال في الملعب، والاتحاد هو المتصدر، لكن كيف يحافظ على الصدارة وقد تبقت له ثلاث مباريات مهمة ومصيرية، يتخللها (توقف) بعد الجولة القادمة أمام الطائي لمدة (19) يومًا بعدها مباراة الاتفاق على أرضه وبين جماهيره؟ فهل يتغيَّر فكر وعقلية العمل الإداري والفني أم يردد جمهور العميد ويقول (يا حسرة التوقفات ضيَّعت الدوري)!
كلام مشفَّر
* حتى وإن استمر الاتحاد متصدرًا فالأكيد (أن الدوري لا يزال في الملعب) وإن أصبح محصورًا بشكل قاطع بين الفريقين الكبيرين، لكن فرص الحفاظ على الصدارة متساوية بين الفريقين، ويبقى الحسم هو تحدياً كبيراً بين الفريقين مسؤوليته تقع على إعداد وتهيئة وتجهيز (فني وإداري) وعزيمة وأداء و(رجولة) لاعبي كل فريق، الجولات الثلاث الأخيرة ستكون (تحدي رجال) فمن يكسبه؟!
* موسم الدوري الحالي (الطويل) ذهب نصفه في التوقفات المتكررة، والاتحاد هو أقل فريق استفاد منها، فهو غير العودة السيئة بعد كل توقف، لم ينجح في الاستفادة منها وتقديم لاعب أو أكثر من شباب الفريق ليس ليكون أساسيًا وإنما على الأقل ليكون احتياطيًا جاهزًا على غرار ناصر الدوسري ومصعب الجوير وعبد الله رديف في الهلال وغيرهم في أندية الأخرى.
* فالح في التفريط في الأسماء وباقي يركز على (الترقيع) والاعتماد على لاعبين في غير مراكزهم وإشراك لاعبين (صكه) على غرار صوير وعوير، إلا على فكرة وين (حارس المستقبل) الذي تم التعاقد معه لمدة خمس سنوات، هل تأكدتم أنه كان لمجرد ذر الرماد في العيون على التفريط في الحارس البديل؟!